منظمة دولية تحذر من “إبادة وشيكة” للروهينجا وتدعو إلى تدخل عاجل

تُظهر الصور التي تم التحقق منها بواسطة "شبكة CNN" آثار الهجوم "بالمسيرات" على تجمع لنازحين من الروهينجا على ضفاف نهر ناف قرب مونغدو بولاية أراكان غربي ميانمار الذي وقع يوم 5-8-2024، (صورة: Genocide Watch)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص

أصدرت منظمة “مراقبة الإبادة الجماعية” (Genocide Watch)، الخميس، تقريراً جديداً حذرت فيه من استمرار الجرائم ضد أقلية الروهينجا (المسلمة) في ولاية أراكان بميانمار، مشيرة إلى أن الوضع في بلدة مونغدو يُنذر بإبادة جماعية وشيكة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل، وداعية إلى تدخل قانوني وإنساني فوري لحماية الروهينجا ووقف الانتهاكات.

ودعا التقرير، الذي حصلت وكالة أنباء اراكان على نسخة منه، دولاً مثل بنغلادش وماليزيا إلى الدعم القانوني الدولي من خلال التدخل في القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية ضد ميانمار، قبل الموعد النهائي المقرر في 30 ديسمبر 2024.

وحث الدول الأطراف في اتفاقية منع الإبادة الجماعية على تقديم تمويل لجمهورية غامبيا لاستمرار جهودها القانونية ضد ميانمار أمام محكمة العدل الدولية.

كما شجعت منظمة “مراقبة الإبادة الجماعية ماليزيا، التي ستترأس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في عام 2025، على اتخاذ موقف قيادي لحماية الروهينجا وضمان توفير ممرات آمنة لهم.

من جهة ثانية، طالبت المنظمة بزيادة الدعم للاجئين الروهينجا في بنغلادش، وتوفير احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والمأوى.

تفاصيل الانتهاكات في مونغدو

منظمة دولية تحذر من "إبادة وشيكة" للروهينجا وتدعو إلى تدخل عاجل
خريطة تظهر الاتجاه الذي جاءت منه الطائرات المسيرة، من مناطق يسيطر عليها جيش أراكان وهذا يشير بوضوح إلى أنه المسؤول عن المجزرة ضد الروهينجا يومي 5 و 6من أغسطس/آب (المصدر: منظمة فورتيفاي رايتس)

وكشف التقرير أن جيش أراكان (الانفصالي) نفذ حملة عنيفة في بلدة مونغدو بولاية أراكان خلال الأشهر الأخيرة، تضمنت قصفاً بالطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة على مناطق مأهولة بالسكان، ونتج عن هذه العمليات مقتل المئات وتهجير الآلاف من الروهينجا الذين لجأوا إلى ضفاف نهر ناف في محاولة للفرار إلى بنغلادش.

ووفقاً لشهادات الناجين، فإن القوات المهاجمة استهدفت تجمعات المدنيين الذين احتموا بالمساجد والمباني الخرسانية، كما واجه اللاجئون الذين نجحوا في عبور نهر ناف ابتزازاً وعنفاً من جماعات مسلحة، بما في ذلك جيش أراكان و”منظمة التضامن الروهينجية” (RSO)، بحسب التقرير.

تشابه مع أحداث 2017

وأشار التقرير إلى أن الهجمات الحالية تُمثل امتداداً للسياسات القمعية التي شهدتها ولاية أراكان في عام 2017 (حملة الإبادة الجماعية)، والتي أدت إلى تهجير أكثر من 800 ألف من الروهينجا إلى بنغلادش.

وفي 25 أغسطس/ آب عام 2017، شن جيش ميانمار هجوماً واسع النطاق وممنهجاً على قرى الروهينجا في  ولاية أراكان، وشمل الهجوم عمليات قتل خارج نطاق القضاء وتدمير الممتلكات والاعتداء الجنسي، ونتيجة لما يسمى “عمليات التطهير” التي نفذها الجيش، فرّ أكثر من 740 ألف امرأة ورجل وطفل من الروهينجا من ولاية أراكان إلى بنغلادش المجاورة.

وإذا أخذنا في الاعتبار موجات العنف السابقة ضدهم، فإن ما يقدر بنحو مليون لاجئ من الروهينجا يعيشون الآن في بنغلادش، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية، التي اعتبرت، في تقرير لها صدر في ذكرى “الإبادة الجماعية” أن الهجمات المميتة المتزايدة ضد شعب الروهينجا تحمل تشابهاً مرعباً مع الفظائع التي ارتكبت في أغسطس2017.

منظمة دولية تحذر من "إبادة وشيكة" للروهينجا وتدعو إلى تدخل عاجل
امرأة من الروهينجا تبكي بجانب جثث لأقاربها المتوفين الذين غرقوا في نهر ناف، تكناف، كوكس بازار، بنغلاديش، 6 أغسطس 2024. (صورة: AFP)

ولفت تقرير منظمة “مراقبة الإبادة الجماعية” إلى أن جيش أراكان يستخدم تكتيكات مشابهة لتطهير المنطقة من السكان المسلمين، لا سيما في مدينة “مونغدو”، بينما يستمر غياب أي تحرك دولي حاسم.

تحذير دولي من إبادة جماعية جديدة

واختتم التقرير بتحذير صريح من أن الروهينجا في ولاية أراكان يواجهون خطر الإبادة الكاملة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل، كما شدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة وضمان العدالة للضحايا عبر المحاكم الدولية.

ودعت منظمة “مراقبة الإبادة الجماعية”، وهي منظمة دولية تأسست عام 1999 بهدف مكافحة الإبادة الجماعية ومنع وقوعها حول العالم، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لوقف الجرائم في ميانمار، بما في ذلك فرض عقوبات على المتورطين، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، والعمل على ضمان سلامة الروهينجا من خلال إنشاء ممرات آمنة لهم داخل وخارج ولاية أراكان.

ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات اللاجئين في بنغلادش، وذكرت الأمم المتحدة، في تقرير سابق لها، أن ما لا يقل عن 600 ألف من الروهينجا ما زالوا في ولاية أراكان، حيث يُحرمون من الجنسية وحرية التنقل، إضافة إلى العنف والمجازر التي ترتكب ضدهم، إذ يحاصر عدد كبير منهم في المدن والبلدات التي تشهد معارك بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي الذي يحاول السيطرة على ولاية أراكان، ويتعرضون للانتهاكات والعنف والقتل والتجنيد القسري من كلا الجانبين.

 

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.