وكالة أنباء أراكان
حثت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأربعاء، الدول بمنطقة آسيا على إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح في ظل استمرار قوارب لاجئي الروهينجا في الوصول لشواطئها، وذلك في أعقاب رفض ماليزيا استقبال قاربين ودفعهما إلى البحر قبل أن يصلا لاحقاً إلى إندونيسيا.
وقالت مديرة مكتب المفوضية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ “هاي كيونغ جون” إنه “في حين أن للدول الحق المشروع في السيطرة على حدودها وإدارة التحركات غير النظامية، وخاصةً فيما يتعلق بتهريب البشر والإتجار بهم، فإن هذه التدابير يجب أن تضمن حق البشر في الوصول لبر الأمان، كما ندعو جميع الدول إلى مواصلة جهود البحث والإنقاذ والتأكد من حصول الناجين على المساعدة والحماية التي يحتاجون إليها”.
وطالبت المفوضية الدول بالتركيز على تلبية الاحتياجات الإنسانية والتعامل مع خطاب الكراهية ضد اللاجئين وطالبي اللجوء الذين يصلون إلى شواطئها، مؤكدة الحاجة إلى المزيد من العمل الدولي والإقليمي لإنهاء القتال في ميانمار ومعالجة الأسباب الجذرية للنزوح حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم طواعية وبأمان وكرامة.
كما أعربت المسؤولة الأممية عن تقديرها للخطوات التي اتخذتها الحكومات في المنطقة لاستقبال الفارين من القتال والاضطهاد في أوطانهم، وعن استعداد المفوضية لتقديم الدعم للحكومات والسلطات المحلية لمساعدة اللاجئين.
ورفضت ماليزيا في 4 من يناير الجاري، السماح لقاربين يحملان 264 لاجئاً من الروهينجا بالرسو على سواحلها وأعادتهما إلى البحر مرة أخرى، قبل أن يصلا إلى إندونيسيا ويتم نقلهم إلى مراكز احتجاز مؤقتة في شرق إقليم “آتشيه”.
وجاء رفض ماليزيا بعد يوم واحد من وصول قارب يحمل 196 لاجئاً روهنجياً إلى سواحل جزيرة “لانكاوي” الماليزية، احتجزتهم السلطات وأعلنت لاحقاً اعتزامها توجيه تهم الهجرة غير الشرعية إليهم.
كما تأتي تلك التطورات بعد أسابيع قليلة من وصول 115 لاجئاً من الروهينجا إلى سريلانكا في ديسمبر الماضي، حيث تبحث السلطات هناك خيار إعادة ترحيلهم إلى ميانمار.
وتأتي هذه الموجة الجديدة من المهاجرين في ذروة “موسم الإبحار”، حيث تهدأ البحار بين مواسم الرياح العاتية، وسط اشتداد القتال في ميانمار، وشهد عام 2024 محاولة أكثر من 7800 من الروهينجا الفرار من البلاد بالقوارب، في زيادة قدرها 80% عن عام 2023.
ويخوض لاجئو الروهينجا رحلات بحرية خطرة أملاً في الوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا وغيرها من الدول، وبحثاً عن فرص أفضل للعيش بعدما فروا من الاضطهاد والعنف في ميانمار، لا سيما بعد حملة “الإبادة الجماعية” عام 2017، وكذلك هرباً من الظروف المعيشية الصعبة في مخيمات اللجوء في بنغلادش.