خبراء: بنغلادش استخدمت قضية الروهينجا لتعزيز شرعيتها الدولية قبل انتخابات 2018

عدد من المتحدثين خلال الندوة التي نظمها مركز دراسات الحوكمة في بنغلادش (صورة: TBS)
شارك

وكالة أنباء أراكان

كشف متحدثون في حلقة نقاش عُقدت، الأحد، أن تعامل بنغلادش مع أزمة الروهينجا قبل الانتخابات الوطنية لعام 2018 كان مدفوعاً بشكل كبير بالحسابات السياسية الداخلية، حيث استخدمت الحكومة القضية لتعزيز شرعيتها على الصعيد الدولي في مواجهة المعارضة وارتفاع التعاطف الشعبي.

وأوضح المدير التنفيذي لمركز دراسات الحوكمة (CGS) “بارفيز كريم عباسي”، خلال كلمته الرئيسية، أن سياسة بنغلادش الخارجية قبل الانتخابات أصبحت امتداداً للسياسة الداخلية، مشيراً إلى أن الحكومة حاولت تدويل قضية الروهينجا لزيادة شرعيتها الدولية.

وأضاف “عباسي”، أن عودة رابطة عوامي إلى السلطة شهدت تراجع دكا التدريجي عن الجهود متعددة الأطراف المدعومة من الغرب، واعتمادها بشكل متزايد على “المكاتب الجيدة” للصين والهند، وهو تحول وصفه من الموازنة بين القوى الكبرى إلى الانحياز للتيار، ما أسفر عن فشل جهود إعادة اللاجئين وانتقادات متزايدة للدبلوماسية البنغلادشية.

وفيما يتعلق بنزاع نهر تيستا، أشار “عباسي” إلى أن بنغلادش كانت في البداية مترددة بين مقترحات الصين والهند، لكنها انتهت بالتحالف مع نيودلهي، خصوصاً بعد انتخابات 2024، وهو ما أوقف التقدم وأثار ردود فعل داخلية، وأوضح اعتماد دكا السياسي على الهند.

كما سلط النقاش الضوء على المعضلة الهيكلية للتجارة، حيث تعتمد بنغلادش على تصدير الغالبية العظمى من منتجاتها إلى الغرب، بينما تعتمد في استيراد المواد على الصين والهند، ما يدفع الحكومة إلى تبني سياسة حيادية دقيقة لتجنب العقوبات أو تعطّل الإمدادات، بحسب ما ذكره “عباسي”.

وأشار المتحدثون إلى أن الانتخابات المثيرة للجدل في 2014 و2018 و2024 عززت اعتماد بنغلادش على الهند والصين وروسيا، بينما تدهورت علاقاتها بالغرب بقيادة الولايات المتحدة بسبب المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية.

وأكد الخبراء، أهمية التعاون بين الدول الصغيرة في جنوب آسيا لمواجهة تحديات القوى الكبرى، مشددين على ضرورة التحضير والتخطيط الاستراتيجي قبل أي مفاوضات، لأن الدول الصغيرة لا تستطيع الدخول في مفاوضات مع العمالقة بأفكار نصف جاهزة، بحسب ما قال سليم جهان، زميل أستاذي في معهد BRAC للحوكمة والتنمية، مضيفاً أن التعاون بين الدول الصغيرة يمكن أن يحوّلها إلى قوة قادرة على حماية مصالحها رغم محيطها من العمالقة.

وشارك في الجلسة خبراء من الهند ونيبال وماليزيا وأستراليا وألمانيا، إلى جانب أكاديميين ومسؤولين سابقين من معاهد الدفاع والسياسات الدولية، ومن بينهم كونستانتينو كزافييه، برامود جايسوال، شفقات منير، توسيف مهراج راينا، زاهد شهاب أحمد، وزورايدا بنتي كامارودين، حيث ناقشوا استراتيجيات البقاء والدبلوماسية المرنة للدول الصغيرة في مواجهة المنافسات الإقليمية والدولية.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.