برنامج الأغذية العالمي يحذر من أزمة غذاء وشيكة تهدد الروهينجا مع اقتراب نفاد التمويل

كارل سكاو نائب المدير التنفيذي ورئيس العمليات في برنامج الأغذية العالمي (الصورة: أرشيفية من الإنترنت)
شارك

وكالة أنباء أراكان

حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP)، من أزمة غذائية وإنسانية خطيرة تلوح في الأفق داخل مخيمات اللاجئين الروهينجا في بنغلادش، مع اقتراب نفاد التمويل المتاح لعملياته بحلول نهاية نوفمبر المقبل، مؤكداً أنه يحتاج بصورة عاجلة إلى 60 مليون دولار خلال الأشهر الستة القادمة لتفادي توقف المساعدات، فيما يبلغ إجمالي احتياجاته 167 مليون دولار خلال عام واحد.

وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي ومدير العمليات في البرنامج، في مقابلة صحفية عقب زيارته الأخيرة إلى بنغلادش، إن الروهينجا لا يملكون أي خيار آخر، لا يستطيعون العمل ولا الاندماج، وبالتأكيد لا يمكنهم العودة إلى ولاية أراكان نظراً للوضع الأمني القائم هناك، إنهم يعتمدون بنسبة 100% على المساعدات التي نقدمها.

وأضاف: “لقد أثبتت التجربة أنه عندما نقلص أو نوقف مساعداتنا، يضطر الناس إلى اللجوء لآليات سلبية للبقاء على قيد الحياة، وهو أمر مقلق للغاية”، موضحاً أن البرنامج يوفر الغذاء شهرياً لجميع اللاجئين في المخيمات، محذراً من أن توقف الدعم لن يؤدي فقط إلى الجوع والمعاناة، بل قد يدفع أعداداً كبيرة من اللاجئين إلى مغادرة المخيمات بحثاً عن مصادر أخرى للبقاء، بما يحمله ذلك من مخاطر إنسانية وأمنية.

دعوة لحشد الدعم الدولي

وأكد “سكاو”، أن الولايات المتحدة أسهمت بسخاء حتى الآن بتغطية نحو 60% من التمويل الكلي، لكنه شدد على أن الوضع يتطلب مشاركة دول أخرى، مشيراً إلى أن البرنامج يجري اتصالات مع بلدان الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات، ودول “آسيان”، وأعضاء منظمة التعاون الإسلامي، لحشد موارد إضافية.

وقال: “الروهينجا ليسوا مسؤولين عن هذه الأزمة، ومن حقهم أن يحظوا بدعم المجتمع الدولي”، لافتاً إلى أن ندرة التمويل تجبر البرنامج على إجراء تخفيضات واسعة في عملياته بمناطق مختلفة من العالم، بعد أن تراجع إجمالي تمويله بنسبة 40%.

الاستثمار في المجتمعات المضيفة

وأشاد “سكاو” بسخاء الشعب البنغالي والمجتمعات المضيفة في كوكس بازار، مؤكداً أن البرنامج يحرص على الاستثمار فيها، حيث يتم شراء المواد الغذائية من داخل بنغلادش بما يضمن فوائد اقتصادية مباشرة للبلد المضيف، مشيراً إلى أن عمليات البرنامج تُدار بكفاءة عالية، حيث يذهب 82 سنتاً من كل دولار مباشرة لدعم اللاجئين، فيما نجح مكتبه في دكا في توفير 19 مليون دولار من خلال إجراءات خفض التكاليف.

برامج طويلة الأمد

ولفت إلى أن عمل البرنامج في بنغلادش لا يقتصر على الاستجابة الطارئة لأزمة الروهينجا، بل يشمل أيضاً برامج تنموية ممتدة منذ خمسين عاماً، من بينها دعم الأمن الغذائي، والاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية كالأعاصير والفيضانات، فضلاً عن مساعدة الحكومة في تعزيز نظم الحماية الاجتماعية.

كما أبرز أهمية الاستثمار في برامج التغذية المدرسية، قائلاً: “لقد أثبتت التجربة أن توفير الوجبات في المدارس يحسن صحة الأطفال وتحصيلهم الدراسي، ويشجع الأهالي على إرسال أبنائهم للتعليم، كما يعزز الاقتصاد المحلي عبر شراء الأغذية من المزارعين المحليين وتشغيل النساء في إعداد الوجبات”.

مؤتمر أممي في نيويورك

وأشار المسؤول الأممي إلى أن البرنامج يشارك في التحضير لمؤتمر رفيع المستوى حول أوضاع الروهينجا والأقليات الأخرى في ميانمار، المزمع عقده في 30 سبتمبر الجاري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واصفاً إياه بأنه “فرصة مهمة لإبقاء أزمة الروهينجا على جدول أعمال المجتمع الدولي وحشد الموارد اللازمة لمواصلة الاستجابة الإنسانية”.

وختم “سكاو”، بالتأكيد أن التحديات كبيرة في ظل تنافس الأزمات العالمية مثل غزة وأوكرانيا والسودان على الاهتمام والموارد، لكنه دعا إلى “العمل معاً لضمان بقاء قضية الروهينجا أولوية، واحترام حقهم في العيش بكرامة”.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.