الأمم المتحدة تدعو إلى حلول مستدامة لأزمة الروهينجا خلال مؤتمر رفيع المستوى

رئيس ديوان المكتب التنفيذي للأمين العام للأمم المتحدة كورتني ريتري يلقي كلمة نيابة عن الأمين العام خلال المؤتمر رفيع المستوى بشأن الروهينجا (صورة: UN)
شارك

وكالة أنباء أراكان

دعا مسؤولو الأمم المتحدة وناشطون حقوقيون، الثلاثاء، خلال المؤتمر رفيع المستوى حول أزمة الروهينجا والأقليات الأخرى في ميانمار، إلى تعزيز التضامن الدولي وصياغة حلول سياسية مستدامة لإنهاء عقود من القمع والنزوح والمعاناة الإنسانية.

وألقى رئيس ديوان المكتب التنفيذي للأمين العام للأمم المتحدة “كورتني ريتري”، كلمة نيابة عن الأمين العام، شدد فيها على أنّ الأزمة التي تفاقمت منذ استيلاء جيش ميانمار على السلطة في 2021 تنتهك حقوق الإنسان والكرامة والأمن، وتهدد الاستقرار الإقليمي.

وقال إنّ الأقليات في ميانمار، وعلى رأسها الروهينجا، عانت لعقود من الإقصاء والعنف والاستغلال، مشيراً إلى أنّ الروهينجا حُرموا من المواطنة وتعرضوا لخطاب الكراهية والقوة المميتة والتدمير، واضطروا للعيش في مخيمات النزوح داخلياً وسط قيود على حركتهم.

وأوضح أنّ أكثر من مليون لاجئ فروا إلى بنغلادش التي أظهرت كرماً كبيراً في استضافتهم، لافتاً إلى زيارته التضامنية إلى مخيمات كوكس بازار خلال شهر رمضان الماضي، حيث استمع إلى قصص مروعة عن الانتهاكات في ميانمار.

وأضاف أنّ 150 ألف شخص اضطروا للفرار خلال الأشهر الـ18 الماضية إلى بنغلادش، بينما يغامر آخرون برحلات بحرية محفوفة بالمخاطر تنتهي غالباً بكوارث.

وأشار إلى أنّ تخفيضات المساعدات الدولية قلّصت خدمات الرعاية الصحية والتعليم وسبل العيش، وقد تنتهي المساعدات الغذائية بحلول نوفمبر المقبل، محذراً من أنّ انعدام الأمن يعرّض النساء والفتيات للعنف الجنسي والاتجار بالبشر والزواج المبكر.

ودعا “ريتري”، المجتمع الدولي إلى العمل المشترك من أجل حل سياسي مستدام يضمن مستقبلاً آمناً لجميع أبناء ميانمار.

من جانبها، أكدت مؤسسة ومديرة شبكة المرأة من أجل السلام في ميانمار “واي واي نو”، أنّ الأقليات عانت لعقود من القمع والعنف والنزوح، في ظل تقاعس عن محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والإبادة.

وقالت إنّ المؤتمر يجب أن يكون بداية التغيير نحو حل مستدام يحدده شعب ميانمار نفسه، مشددة على ضرورة وقف القتل المستمر وجرائم الجيش، بما فيها الهجمات الجوية والتجنيد القسري واغتصاب النساء والفتيات.

وأضافت أنّ الروهينجا في ولاية أراكان يواجهون خطر التدمير الكامل، مشيرة إلى أنّ الجيش يقطع المساعدات ويجندهم كدروع بشرية ويواصل قمعهم المنهجي، مؤكدة أنّ الإبادة الجماعية لم تنتهِ في 2017 بل تفاقمت مع استهداف الروهينجا من قبل ميليشيات أراكان التي تسيطر على معظم الولاية، فيما تستمر المذابح والحرق والتعذيب والتجنيد والنزوح القسري.

وانطلق اليوم مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن الروهينجا والأقليات الأخرى في ميانمار على هامش أعمال الجمعية العامة رقم 80 للأمم المتحدة بحضور وفود دولية ودبلوماسية وحقوقية، ويظل الروهينجا بين الأمل والترقب لنتائج هذا المؤتمر الفريد من نوعه، أملاً في أن يضع نهاية لأزمة استمرت عقوداً، كما تجمع المئات من لاجئي الروهينجا في مخيمات بنغلادش قبل أيام لتوجيه نداء عاجل إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق العدالة والاعتراف بحقوقهم.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.