وفاة 3 أشخاص على متن قاربهم.. أكثر من 150 من الروهينجا يستغيثون قبالة سواحل إندونيسيا

قارب يحمل أكثر من 150 لاجئاً من الروهينجا جنوب سواحل إقليم آتشيه، إندونيسيا، 19-10-2024 (صورة: لقطة من فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص

أفادت مصادر لوكالة أنباء أراكان، الاثنين، بوفاة 3 من الروهينجا العالقين على متن قارب يحمل أكثر من 150 شخصاً جنوب سواحل إقليم آتشيه في إندونيسيا، وأن اللاجئين أطلقوا نداءات استغاثة لإنقاذهم، إلا أن السلطات أنقذت، حتى أمس الأحد، ستة منهم فقط بسبب تدهور حالتهم الصحية.

وكان القارب قد انطلق من بنغلادش في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وعلى متنه أكثر من 150 شخصاً، أغلبهم من النساء والأطفال، حيث واجهوا ظروفاً قاسية خلال رحلتهم التي استمرت 17 يوماً في البحر، وفق المصادر.

وذكرت المصادر أن اللاجئين عبروا بحر أندامان والسواحل التايلاندية والماليزية قبل أن يقتربوا من السواحل الإندونيسية، لكن القارب لم يُسمح له بالرسو بعد توقف محركه عن العمل، وقد تدهورت الأوضاع على متن القارب بسبب نفاد المواد الغذائية والوقود، ما أدى إلى وفاة 3 نساء، في حين يعاني بقية الركاب من سوء التغذية والجوع.

وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، السبت، أن السلطات المحلية أبلغتها برصد المركب وأملت أن يتمّ إسعاف اللاجئين على الفور، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

و نقلت الوكالة عن محمد جبل، زعيم المجتمع المحلي في جنوب آتشيه، قوله: إن القارب شوهد للمرة الأولى يوم الجمعة، وإنه تعاون مع آخرين لتقديم الغذاء والماء للاجئين، مؤكداً مشاهدته جثة، على الأقل، على متن القارب، ولافتاً إلى وجود عدد كبير من الأطفال على متن القارب، كما أفاد أنه في اليوم السابق لمشاهدة القارب، تم العثور على جثة امرأة من الروهينجا في البحر.

إنقاذ ستة 

والأحد، أعلنت وسائل إعلام محلية إندونيسية أن الفريق المشترك للبحث والإنقاذ قام بإجلاء ستة لاجئين من الروهينجا من القارب في مياه “لابوهان حاجي”، جنوب إقليم آتشيه.

وفاة 3 أشخاص على متن قاربهم.. أكثر من 150 من الروهينجا يستغيثون قبالة سواحل إندونيسيا

فرق الإنقاذ الإندونيسية تنقذ 6 من اللاجئين الروهينجا من قارب قبالة شواطئ إقليم آتشيه الإندونيسي

وقال منسق فرق الإنقاذ: “تم إجلاء ستة مهاجرين من الروهينجا إلى البر بسبب المرض، في حين أن الآخرين لا زالوا على متن القارب”.

وأوضح المنسق أن عدد المهاجرين من الروهينجا على متن القارب بلغ 151 شخصاً، ( 79 امرأة و 13 رجلاً و 59 طفلاً).

وبعد إجلائهم إلى البر الرئيسي، نقل اللاجئون الستة إلى مستشفى “يوليدين أواي” العام في تاباكتوان، عاصمة جنوب إقليم آتشيه، وقال رئيس الخدمات في المستشفى “إكرام”: إن المهاجرين من الروهينجا يخضعون حالياً للفحص، ويعانون من الحمى والسعال ونزلات البرد، كما أجريت عمليات فحص على امرأة حامل بينهم”.

وقال ناشطون روهنجيون إن “اللاجئين بعثوا بنداء استغاثة عبر تسجيلات صوتية، أكدوا فيها أنهم يرون السواحل الإندونيسية أمامهم، ويخشون أن تتفاقم حالتهم إذا استمر القارب في الانجراف نحو المحيط الهندي”.

وتداول الناشطون مقاطع فيديو، على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مركباً مهترئاً للاجئين الروهينجا في عرض البحر، وهم يطلقون نداءات استغاثة، فيما يقترب منهم قارب ويقدم لهم مساعدات غذائية، في ظل تواجد قارب يبدو أنه لخفر السواحل الإندونيسي.

في الوقت نفسه، أوضح الناشطون أن المهربين الذين قاموا بنقل اللاجئين وتركوهم في عرض البحر دون طعام كافٍ أو وقود، بعد أن كانوا قد وعدوهم بإيصالهم إلى ماليزيا أو إندونيسيا مقابل مبالغ مالية.

وأضاف الناشطون أن هذه الظاهرة تكررت مع قوارب أخرى، حيث تستغل شبكات التهريب اللاجئين اليائسين الفارين من أوضاع صعبة في مخيمات بنغلادش.

وكانت شبكة حقوق الإنسان في بورما (BHRN) قد أصدرت، السبت، بيان مناشدة لإنقاذ العالقين على متن القارب قبالة سواحل إندونيسيا، وأشارت فيه إلى أن “دورة اليأس والاتجار المفترس والموت في البحر” ستستمر ما لم تُتخذ إجراءات حقيقية لتحسين أوضاع الروهينجا.

وفي السياق ذاته، أكد الناشط والصحفي الروهينجي سيف الأراكاني، على حسابه في منصة “إكس”، أن مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة تعملان على إنقاذ اللاجئين الروهينجا بالتعاون مع السلطات الإندونيسية، وأشار إلى أن اللاجئين لم يصلوا بعد إلى الشاطئ، لكن يتم توزيع الطعام عليهم في انتظار قرار يسمح لهم بالنزول إلى اليابسة.

ويعد هذا القارب الأول الذي يصل إلى السواحل الإندونيسية منذ نحو 7 أشهر، حيث شهدت سواحل آتشيه وصول عشرات القوارب التي تحمل لاجئين من الروهينجا، وسط استمرار الظروف المأساوية التي يعاني منها اللاجئون في مخيمات بنغلادش وميانمار، مما يضطرهم إلى المخاطرة بحياتهم عبر رحلات بحرية خطيرة.

ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وصل نحو ألفي لاجئ من الروهينجا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى مقاطعتي آتشيه وشمال سومطرة في إندونيسيا، بحسب تقديرات لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ووصفت المفوضية مثل هذه الرحلات البحرية بأنها “من بين أكثر الرحلات البحرية فتكاً في العالم”، حيث تشير التقديرات إلى أن واحداً من الروهينجا لقي مصرعه أو كان في عداد المفقودين من بين كل ثمانية ممن حاولوا الشروع بالرحلة في عام 2023، وفي آخر مأساة وقعت، غرق مركب على متنه 151 لاجئاً من الروهينجا قبالة ساحل غرب آتشيه في 20 مارس/ آذار 2024، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من إنقاذ سوى 75 منهم.

ويعيش اللاجئون الروهينجا في إندونيسيا في مخيمات وملاجئ توفر الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء، لكن الموارد المتاحة غالباً ما تكون غير كافية، والوضع القانوني لهؤلاء اللاجئين غير واضح، إذ إن إندونيسيا لم تصادق على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951، مما يمنعهم من الحصول على حقوق قانونية كلاجئين رسميين ويعيق فرصهم في العمل والتعليم.

 

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.