وكالة أنباء أراكان| خاص
شهدت مخيمات لاجئي الروهينجا في كوكس بازار، اليوم، حادثاً مأساوياً أعاد تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الأطفال داخل هذه المخيمات المكتظة، حيث لقي طفل روهينجي يبلغ من العمر عامين مصرعه بعد أن صدمته مركبة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود (MSF).
وأفادت مصادر محلية لـ”وكالة أنباء أراكان” بأن الطفل، “محيب الله”، نجل “محمد ياسين” من المخيم رقم 18، توفي متأثراً بإصابته جراء الحادث الذي وقع داخل المخيم 8 غرب (8W). ووفقاً للمعلومات الأولية، كان الطفل في طريقه إلى المشفى لتلقي العلاج عندما وقع الحادث.
وأثار الحادث حالة من الصدمة والحزن العميقين في أوساط عائلة الطفل والمجتمع الروهينجي، في وقت تعيش فيه المخيمات أوضاعاً إنسانية شديدة الهشاشة، خاصة بالنسبة للأطفال.
وتُعد مخيمات كوكس بازار من بين أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم، تتسم بطرق ضيقة، وحركة مكثفة للمركبات التابعة لمنظمات إنسانية، ووجود أعداد كبيرة من الأطفال، ما يجعل أي خلل في إجراءات السلامة سبباً محتملاً لوقوع كوارث إنسانية.
ويواجه الأطفال في المخيمات مخاطر مضاعفة نتيجة نقص المساحات الآمنة، وضعف تنظيم حركة المرور، وغياب مناطق مخصصة لحمايتهم من الحوادث، خاصة في محيط المراكز الصحية والطرق الرئيسية.
وأكد ناشطون من داخل المخيمات أن هذه الحادثة تسلط الضوء على الحاجة الملحّة لتعزيز إجراءات السلامة، بما يشمل فرض قيود صارمة على سرعة المركبات، وتحسين إدارة الطرق، وإنشاء مناطق آمنة للأطفال، إلى جانب رفع مستوى الوعي لدى العاملين في المجال الإنساني.
كما شددوا على أهمية إجراء تحقيق شفاف ومستقل في ملابسات الحادث، لضمان المساءلة واستخلاص الدروس اللازمة لمنع تكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً.
ودعت قيادات من مجتمع الروهينجا الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية إلى جعل حماية الأطفال أولوية قصوى في جميع أنشطتها داخل المخيمات، مؤكدين أن أي إهمال في هذا الجانب قد يؤدي إلى خسائر لا يمكن تعويضها.
ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات كوكس بازار منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، ويُشكّل الأطفال نسبة كبيرة من هذا العدد، في ظل ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من معايير السلامة والأمان.
