وكالة أنباء أراكان | خاص
نظمت جامعة “بوغازيتشي” في إسطنبول بتركيا، الاثنين، ندوة حول معاناة الأقلية المسلمة في ميانمار الروهينجا، حملت عنوان “من انعدام الجنسية إلى الإبادة الجماعية: كفاح الروهينجا من أجل العدالة”.
وشارك في الندوة الطالب والناشط الروهنجي “أبو القاسم”، الذي بدأ هذا العام دراسة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول، كمتحدث رئيسي في الندوة، التي استضافتها كلية الحقوق بجامعة بوغازيتشي، وسلطت الندوة الضوء على المعاناة المستمرة لشعب الروهينجا.
كما شارك في الندوة، التي أدارته الدكتورة “عائشة ديدم سيزجين” من جامعة بوغازيتشي، د. ناتالي برينهام من جامعة بريستول، وهي خبيرة في أزمة الروهينجا والإبادة الجماعية، وحضرها بعض الباحثين وأساتذة الجامعات في قسم الحقوق.
وناقشت د. برينهام الجوانب القانونية للإبادة الجماعية وقوانين الجنسية التي تؤثر على الروهينجا، كما ناقشت الاضطهاد الذي يواجهه الروهينجا بموجب قوانين الجنسية في ميانمار، إلى جانب الجهود القانونية الدولية الرامية إلى تحقيق العدالة للمجتمع الروهنجي، وخاصة فيما يتعلق بقضية “غامبيا” المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية.
وخلال الندوة، شارك أبو القاسم تجربته الشخصية كأحد أفراد الروهينجا، وقدم شرحاً موجزاً عن تاريخ الروهينجا، والوضع الحالي في ولاية أراكان غربي ميانمار، والظروف والمعاناة التي يواجهها لاجئو الروهينجا في المخيمات في بنغلادش، كما سلط الضوء على ضرورة تحقيق العدالة بالنسبة للروهينجا.
واقترحت د. برينهام التركيز على أسباب نزوح الروهينجا إلى بنغلادش ونضالهم المستمر من أجل العدالة، وتقاسم المتحدثان تسليط الضوء على محنة الروهينجا والدعوة إلى استمرار الدعم الدولي والإجراءات القانونية.
من جهة ثانية دعا الناشط أبو القاسم المجتمع الأكاديمي إلى دعم الفرص التعليمية لطلاب الروهينجا، وحث الجامعات التركية على تقديم المنح الدراسية لطلاب الروهينجا، لما له دور في مساعدة الطلاب الروهينجا على متابعة تحصيلهم العلمي ليكونوا قادرين على حمل رسالة وقضية الروهينجا للعالم.
وحول أهمية مشاركته في الندوة، قال أبو القاسم، في تصريح لوكالة أنباء أركان: “هذه هي تجربتي الأولى في الخارج للحديث عن الروهينجا ومعاناتنا، بعد وصولي هذا الشهر إلى إسطنبول لبدء دراستي الجامعية، وتفاعل الحضور بشكل كبير مع ما قدمته، فهي المرة الأولى التي يسمعون فيها تفاصيل دقيقة عن تاريخ الروهينجا ومعاناتهم، وهذا ما أغنى موضوع الندوة”.
وأضاف: “إن مشاركتي هذه تشكل أهمية بالغة في رفع مستوى الوعي العالمي بشأن الصراعات المستمرة والظلم الذي يواجهه الروهينجا، وإنها فرصة لإيصال رسالتنا والدعوة إلى تحقيق العدالة وإعادة الروهنجيين إلى وطنهم”.
وتتواصل معاناة الأقلية المسلمة الروهينجا في ميانمار منذ عقود، ويتعرض نحو 600 ألف روهنجي، المتبقين في ولاية أراكان غربي البلاد، خلال الشهور الماضية لانتهاكات عديدة على يد جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي، أبرزها القتل والتهجير والتجنيد القسري، وذلك بعد حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار عام 2017، قتل خلالها ما لايقل عن 10 آلاف من الروهينجا، وفرّ على إثرها نحو مليون شخص إلى بنغلادش، حيث يعيشون في مخيمات مكتظة وظروف معيشية صعبة.