وكالة أنباء أراكان | متابعات
وصل نحو 20 ألف من الروهينجا إلى بنغلادش خلال الأشهر الثلاثة الماضية فراراً من الأوضاع المتدهورة في ولاية أراكان في ميانمار واشتداد المعارك بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي، ولجأ بعض الوافدين الجدد إلى منازل مستأجرة خارج المخيمات التي تديرها الأمم المتحدة، بحسب لاجئين ومسؤولين محليين.
ويأتي هذا الارتفاع في الوقت الذي تشهد فيه بنغلادش اضطرابات سياسية وفي ظل تفاقم العنف في ولاية أراكان، التي تقع على الجانب الآخر من حدودها الجنوبية الشرقية.
ويشن جيش أراكان الانفصالي حملة شرسة لانتزاع السيطرة على ولاية أراكان من الحكومة العسكرية في ميانمار.
وقال محمد فيروز كمال، الذي وصل الأسبوع الماضي من منطقة مونغدو في ولاية أراكان: “إن الوضع في أراكان مروع. ولا توجد ظروف تسمح بالبقاء هناك، فلا طعام ولا مأوى ولا علاج للمرضى”.
وأضاف كمال لموقع “بينار نيوز”: “يتم تنفيذ هجمات بطائرات مسيرة، وخاصة على الأشخاص الذين تجمعوا عند نهر ناف للفرار إلى الحدود مع بنغلادش”، مردفاً: “يموت المئات من الناس. لقد رأيت العديد من الجثث على طول الطريق”.
وقال محمد جبير، زعيم الجالية الروهنجية ورئيس جمعية روهينجا أراكان للسلام والإنسانية: إن “ما لا يقل عن 20 ألف شخص عبروا إلى بنغلادش خلال الأشهر الثلاثة الماضية”.
لكن مسؤولا بنغلادشيا قدر العدد بنحو 16 ألفا.
وقال مفوض الإغاثة وإعادة اللاجئين محمد ميزان الرحمن لـ “بينار نيوز” في إشارة إلى الأجواء الفوضوية وغير القانونية في بنغلادش قبل وبعد سقوط حكومة الشيخة حسينة في أوائل أغسطس/آب: “لقد استخدموا حالة الانفلات الأمني كميزة للعبور إلى بنغلادش”.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وفي مواجهة تدفقات جديدة عبر الحدود، دعا رئيس الحكومة الانتقالية في بنغلادش محمد يونس المجتمع الدولي إلى تسريع الجهود لإعادة توطين لاجئي الروهينجا في بلد ثالث.
وقال يونس خلال اجتماع عقد في الثامن من سبتمبر/ أيلول مع المنظمة الدولية للهجرة إن “عملية إعادة التوطين يجب أن تكون سهلة ومنتظمة وسلسة”، بحسب ما ذكرته رويترز.
وتكافح الإدارة المؤقتة برئاسة يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام ورائد قروض الائتمان الصغيرة، للحفاظ على القانون والنظام منذ استقالة حسينة وفرارها من البلاد وسط احتجاجات مناهضة للحكومة بقيادة الطلاب.
وقال مسؤولون محليون في بلدة تكناف البلدية، التي تقع على طول الحدود مع ميانمار: إن “الروهينجا يعبرون الحدود إلى بنغلادش كل يوم”.
وقال محمد عدنان شودري، المسؤول التنفيذي لمنطقة تكناف أوبازيلا: “إن حرس الحدود وخفر السواحل في بنغلادش يعملون على منع الروهينجا من دخول الحدود، ورغم ذلك، يدخل بعض الروهينجا الحدود في منتصف الليل، ويستأجر العديد منهم منازل في المدن الرئيسية في المدينة ويدخلون القرى”.
ووصف هو وآخرون كيف اختلف التدفق الأخير عن التدفقات السابقة، بما في ذلك في عام 2017 عندما فر حوالي 740 ألف روهينجا إلى منطقة كوكس بازار في بنغلادش على مدى أشهر.
منازل مستأجرة
وأوضح زعماء من الجالية الروهنجية أن بعض الوافدين الجدد هم رجال أعمال أو من عائلات ميسورة الحال نسبياً في منطقة مونغدو.
فيروز، الذي دفع لسماسرة 50 ألف تاكا بنغلادشية (418 دولارا أميركيا) لدخول بنغلادش، ينفق الآن 4 آلاف تاكا (33 دولارا أميركياً) شهرياً للإقامة في منزل مكون من 6 غرف ومسقوف بالصفيح في تكناف مع عائلتين أخريين من الروهينجا تعيشان هناك بالفعل.
وتعيش امرأة أخرى من الروهينجا، نور شاهد، في شقة مع عائلة أخرى من الروهينجا في حي شيلبانيا في تكناف.
وقال إنه كان ينوي نقل عائلته إلى مخيم كوتوبالونج للاجئين، لكن لم يعد هناك مكان، مضيفاً: “لقد لجأ العديد من الأشخاص مثلي إلى القرى والمنازل المستأجرة هنا”.
وأكد سي آر أبرار، خبير الهجرة والأستاذ بجامعة دكا، أنه بغض النظر عن حالة دخلهم، فإن الوافدين الجدد يضطرون إلى القدوم إلى بنغلادش لإنقاذ حياتهم.
وأضاف “لذلك، لا ينبغي معاملتهم كمجرمين تحت أي ظرف من الظروف؛ بل يجب توفير التسهيلات والأمن لهم باعتبارهم لاجئين”، مشيراً إلى أن بنغلادش، مع عدد اللاجئين الضخم الذي تعيش فيه، ينبغي أن تمرر قوانين بشأن كيفية التعامل معهم، والمشاركة في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وأضاف أن “الذين يعيشون خارج مخيمات اللاجئين هم في وضع أكثر ضعفاً من أولئك الذين يعيشون داخل المخيمات، ومن المرجح أن يواجهوا أشكالاً مختلفة من المضايقات والعنف، لذلك يجب نقلهم إلى المخيمات، من وجهة نظر إنسانية، كمهمة أساسية”.
ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا وسط ظروف معيشية صعبة في مخيمات مكتظة في بنغلادش منذ أغسطس/ آب 2017، عندما فروا هرباً من حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار في ولاية أراكان، وقتل خلالها ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، ومع اشتداد المعارك بين جيش ميانمار وجيش أراكان خلال الأشهر الأخيرة، بدأت موجة نزوح جديدة، وتشير تقديرات رسمية إلى وصول نحو 20 ألف لاجئ جديد من الروهينجا إلى بنغلادش.