وكالة أنباء أراكان | خاص
حصل الفيلم الروهنجي “الأرض المفقودة” (Lost Land)، الخميس، على جائزة اليسر الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل، في ختام الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في مدينة جدة بالسعودية، وهو أول فيلم ناطق باللغة الروهنجية يجسد مأساة أقلية الروهينجا المضطهدة.
ويُعد الفيلم محطة بارزة في تمثيل قضايا الروهينجا على المنصات السينمائية العالمية، ويحمل توقيع المخرج الياباني “أكيو فوجيموتو”، المعروف بأعماله الملتزمة بالقضايا الاجتماعية، والذي عمل على إنتاج أفلام في جنوب شرق آسيا وخاصةً في ميانمار منذ 12 عاماً.
وتنافس فيلم “الأرض المفقودة” مع 15 فيلماً، ضمن فئة الأفلام الطويلة، من العالم العربي وآسيا وإفريقيا على جوائز اليُسر في مسابقة المهرجان الرسمية، ويستمر عرض الأفلام حتى 13 ديسمبر الجاري، في صالات السينما في ميدان الثقافة بجدة.
وحصل الفيلم السعودي “الهجرة” للمخرج شهد أمين على جائزة لجنة التحكيم، فيما حصل المخرج أمير فخر الدين على جائزة أفضل مخرج عن فيلمه اليونان، كما فاز الفيلم اللبناني نجوم الأمل والألم للمخرج سيريل أريس بجائزة أفضل سيناريو.
وتدور أحداث فيلم “الأرض المفقودة” حول صبي روهنجي (4 أعوام) وأخته (9 أعوام) يغادران مخيماً للاجئين في بنغلادش لخوض رحلة خطرة للوصول إلى ماليزيا أملاً في جمع شمل عائلتهما، ويقضي الطفلان أياماً على متن قارب مكتظ، حتى يقعا ضحية حادث يضيعان على إثره في تايلاند.
وشارك في العمل أكثر من 200 من الروهينجا، بينهم الطفلان اللذان أدّيا الأدوار الرئيسية، في تجربة تمثيلية هي الأولى لهم.
وكان الفيلم قد فاز في سبتمبر الماضي بجائزة لجنة تحكيم “أوريزونتي” الخاصة في الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
وقال المخرج فوجيموتو في تصريح سابق: “كنت أسمع كثيراً عن الاضطهاد المتكرر الذي يعاني منه شعب الروهينجا، وكان من الصعب تصديق وجود مثل هذه القسوة في عالمنا اليوم”.
ويُقام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي سنوياً في منطقة البلد التاريخية بمدينة جدة، ويُعد من أبرز الفعاليات السينمائية في المنطقة.
ويهدف المهرجان، الذي انطلق لأول مرة عام 2019، إلى دعم صناعة السينما السعودية والعربية، واكتشاف المواهب، وعرض إنتاجات سينمائيين من مختلف أنحاء العالم.
يذكر أن أكثر من مليون من الروهينجا من ولاية أراكان غربي ميانمار قد فروا إلى بنغلادش عام 2017 نتيجة الإبادة التي ارتكبها جيش ميانمار بحقهم، إضافة إلى أعمال العنف التي مارستها ميليشيات أراكان (البوذية الانفصالية) عام 2023 خلال محاولاتها السيطرة على الولاية.
ويعيش الروهينجا حالياً في مخيمات كوكس بازار في بنغلادش، التي تُعدها الأمم المتحدة أكبر مخيم للاجئين في العالم، وسط ظروف إنسانية قاسية تدفع كثيرين منهم إلى خوض رحلات بحرية خطرة بحثاً عن حياة أفضل.

