وكالة أنباء أراكان
تسبب موجات المد الناجمة عن الفيضانات الغزيرة في ولاية “جامو وكشمير” الهندية في تفاقم معاناة لاجئي الروهينجا الذين تعرضت خيامهم وممتلكاتهم لخسائر فادحة، وسط إعراض السلطات الهندية عن تقديم الدعم لهم.
وذكرت صحيفة “كشمير تايمز” أنه مع اجتياح الأمطار الغزيرة والفيضانات لمدينة “جامو” تسبب ذلك في اضطرابات وحدوث دمار وخسائر فادحة، فيما يخشى آلاف من لاجئي الروهينجا المقيمين في ملاجئ مؤقتة أن يتم تجاهلهم تماماً بعدما جرفت المياه ملاجئهم الهشة المصنوعة من الكرتون وصفائح القصدير والقش وكل ما يملكونه.
كما لفتت الصحيفة أن ضحايا الفيضانات من الروهينجا يخشون أن يتم تركهم ليواجهوا مصيرهم وحدهم دون تقديم أي نوع من الدعم لهم، خاصةً أنه يتم تجريمهم سياسياً واستهدافهم بالحملات الأمنية وإهمال تقديم الخدمات إليهم، فيما يعيش آلاف منهم في ملاجئ مؤقتة في جامو منذ عام 2004، ويعانون بشدة من أجل تأمين سبل العيش.
وقال العامل الروهنجي نور الإسلام “منذ 20 يوماً تركتنا الأمطار المستمرة بلا مصدر رزق، فمنازلنا كانت فارغة أصلاً والآن فقدنا المأوى أيضاً ولم يعد لدينا مكان نحتمي به في هذا الطقس السيئ”.
وسرد كيف فر بزوجته وأطفاله الخمسة إلى منزل أحد الأقارب، ليضطر للمغادرة لاحقاً بسبب ضيق المكان ونقص الطعام، وأضاف “قضينا الليلة كلها في العراء تحت الأمطار الغزيرة، ماذا يمكننا أن نفعل؟”.
فيما عبر اللاجئ جابر حسين عن يأسه قائلاً “عانينا الكثير بالفعل كروهينجا ونحاول بالكاد تلبية احتياجاتنا اليومية، والآن جاءت هذه الكارثة لتزيد من معاناتنا بعدما جرفت ما لا يقل عن 50 خيمة مؤقتة بكل ما تحويه من ممتلكات”.
وقال اللاجئ محمد عارف “نحن لا نملك الكثير، ولكن القليل الذي نملكه كان مهماً وضرورياً لبقائنا على قيد الحياة، والآن بسبب الفيضانات فقدنا حتى هذا القليل”، وناشد حكومة الهند وإدارة جامو وكشمير أن تلتفت إلى معاناة اللاجئين قائلاً “نحن لا ندعي أننا مواطنون في هذا البلد ولكن كل ما نطلبه هو التعاطف الإنساني، لدينا أيضاً أطفال ومسنون ونساء، أي قلب بشري لا يمكن أن يتجاهل معاناة بني الإنسان بغض النظر عن الجنسية أو الدين”.
وأكد اللاجئون أن العديد من المسؤولين زاروا مناطق متضررة لتقييم الأوضاع وأمروا بإعادة تأهيل العائلات المتضررة، إلا أن أي منهم لم يهتم بمعاناة الروهينجا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ 14 أغسطس تسببت الفيضانات في مصرع أكثر من 130 شخصاً وفقدان 33 آخرين بسبب الانهيارات الأرضية و والفيضانات المفاجئة في عدة مناطق بالمدينة، إضافةً إلى حدوث خسائر كبيرة بالبنية التحتية وتشريد آلاف الأشخاص بدون مأوى يعدما تضرر أكثر من ألفي منزل في جامو.
ولا تعترف الهند بالروهينجا كلاجئين في البلاد رغم حملهم بطاقات مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين UNHCR، وتتعامل معهم كلاجئين غير شرعيين، إذ لسيت الهند بين الدول الموقعة على اتفاقية اللاجئين.