وكالة أنباء أراكان
حذرت منظمة “العفو الدولية” أنه من المبكر جداً اتخاذ قرارات خطرة بعودة لاجئي الروهينجا من بنغلادش إلى وطنهم بولاية أراكان غربي ميانمار في ظل الظروف القاسية التي يواجهها الروهينجا هناك من عمالة قسرية وأزمات الصحة والغذاء وفرض القيود عليهم وتصاعد الصراع المسلح.
وقال باحث المنظمة بشأن ميانمار “جو فريمان” إن الظروف الحالية في ولاية أراكان ليست ملائمة أبداً لعودة الروهينجا بأمان، مضيفاً أن ميليشيات أراكان بالنسبة إلى الكثير من الروهينجا حلت محل جيش ميانمار كجلاد بالنسبة إليهم، وذلك قبل يوم من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك بشأن الروهينجا لبحث سبل حل الأزمة وعودتهم للوطن.
وتابع الباحث قائلاً “بينما من الضروري تسليط الضوء الدولي على أزمة الروهينجا من خلال هذا المؤتمر، إلا أن أي محاولة للمضي قدماً في عملية الإعادة إلى الوطن دون معالجة المخاطر الجسيمة التي تواجه جميع المجتمعات من الروهينجا والراخين والأقليات العرقية الأخرى قد تكون كارثية”.
وتابعت المنظمة أنه بالنسبة إلى الروهينجا، فإن العيش تحت سيطرة ميليشيات أراكان مماثل بشكل مؤلم للعيش في ظل حكم جيش ميانمار، فيما يقول الكثيرون إنه أسوأ، ووفق شهادات جمعتها المنظمة، يواجه الروهينجا في شمال أراكان قيوداً صارمة على حركتهم من قبل ميليشيات أراكان، وحظراً تمييزياً على صيد الأسماك وغيره من سبل العيش، ونقصاً في الرعاية الصحية والتعليم والمساعدات الإنسانية، كما يستمرّون في الموت أو الإصابة بجروح خطيرة جراء الصراع الدائر.
وأفاد أشخاص من الروهينجا أن جيش أراكان يلقي القبض على الأفراد عشوائياً خلال بحثه عن أفراد الجماعات المسلحة في مخيمات النازحين داخلياً، وأنه يتم إجبار النازحين على العمل بما في ذلك في مناطق الصراع على الخطوط الأمامية وتعرضهم للضرب والتعذيب حال رفضهم العمل.
وقال رجل روهنجي يبلغ من العمر 60 عاماً “لم تقدم ميليشيات أراكان لنا أي شيء، بل كانوا يبدون سعداء عندما يموت أي شخص، كانوا يقولون هذه ليست بلادكم، هذه بلادنا أرضنا مياهنا هواءنا، لا شيء هنا ملك لكم، اخرجوا من بلادنا”.
وأفاد رجل آخر أن شقيقه أصيب برصاص ميليشيات أراكان عندما كان الجنود يحاولون ترحيل مجموعات كبيرة من الناس قسراً، ولم يكونوا يتحركون بالسرعة الكافية، وأضاف أنه تعرض للضرب المبرح للاشتباه في انتمائه إلى جماعة مسلحة، وعندما طلبت منهم زوجته الحامل التوقف ضربوها أيضاً، وهو ما يعتقد الزوجان أنه تسبب في مشاكل في نمو طفلهما بعد الولادة.
وقال أحد اللاجئين الذين التقت بهم المنظمة، إن ميليشيات أراكان أجبرتهم على تنظيف مواقع القتال دون أجر لجمع الجثث والأنقاض من أجل إلقائها في النهر، فيما قالت امرأة فرت إلى بنغلادش إنه كان على الروهينجا تقديم طلبات مدفوعة الأجر للحصول على إذن للسفر، وتم إجبار الأسر على توفير حراس ليليين من الصبية والعجائز إضافةً إلى إجبار الشباب على القتال وتهديدهم بالعقاب والطرد من البلاد.
وأعرب الباحث “فريمان” عن ترحيب المنظمة بأي خطوات تتخذها ميليشيات أراكان لمنح الروهينجا حقوقهم التي حرموا منها منذ زمن طويل، وعن أمله أن تتوافق التزامات الميليشيات العلنية بالشمول والعدالة والمساءلة مع الوضع على أرض الواقع، وأن “تتجنب تقديم وجه للمجتمع الدولي وآخر للروهينجا”.