وكالة أنباء أراكان
أفادت مصادر محلية في إندونيسيا بترك “مهربي البشر” مجموعة جديدة من المهاجرين الروهينجا، بينهم أطفال، عالقين على أحد الشواطئ في أقصى غرب البلاد، فجر الخميس، فيما عثر على 6 جثث في مكان قريب، في حادثة هي الثالثة هذا الشهر.
وقال سيف الدين أنور، مسؤول قرية في شرق آتشيه، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن اللاجئين تم التخلي عنهم قبل فجر الخميس على بعد حوالي 100 متر من شاطئ في إقليم آتشيه.
وأضاف أنور أن المجموعة تضم 46 امرأة و37 رجلا وسبعة أطفال، فيما عثر السكان المحليون على جثتين على الشاطئ وأربعة طافية في البحر.
وأردف: “بحسب معلومات من السكان فإن هؤلاء الأشخاص تقطعت بهم السبل حوالي الساعة الرابعة صباحا (2100 بتوقيت جرينتش)، ويبدو أن هناك قاربا نقلهم”، مؤكداً نقل ثمانية منهم مرضى لتلقي العلاج الطبي.
وقال أمر الله رضا، القائم بأعمال رئيس منطقة شرق آتشيه، للصحفيين: إن اللاجئين سيتم احتجازهم في خيام على الشاطئ حتى تقوم السلطات بإيوائهم.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها على علم بوصول هؤلاء اللاجئين، لكنها لا تستطيع تقديم مزيد من المعلومات.
وقال حاكم إقليم آتشيه بالوكالة صفريزال، للصحفيين: إن “نشاط مافيا الاتجار بالبشر” هو المسؤول عن وصول المهاجرين الجدد.
وهذا الأسبوع، أعلنت السلطات الإندونيسية اعتقال أعضاء شبكة تهريب بشر منظمة في إقليم آتشيه كانت متورطة في النقل غير القانوني للاجئين الروهينجا و”الآتشيهيين” إلى البلدان المجاورة.
ويخاطر أفراد الأقلية المسلمة المضطهدة “الروهينجا” بحياتهم كل عام في رحلات بحرية طويلة وخطيرة، وغالباً ما يتجمعون في قوارب متهالكة على أمل الوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا.
وهذه هي المجموعة الثالثة من المهاجرين الروهينجا إلى غرب إندونيسيا هذا الشهر، حيث أنقذت السلطات الإندونيسية، الأسبوع الماضي، قارباً على متنه مهاجرين من الروهينجا، عددهم أكثر من 150، بعد أن بقي عالقاً لأسبوع قبالة سواحل جنوب إقلية آتشيه، وتوفي ثلاثة منهم، بعد رفض السكان المحليين لهم بالرسو على الشاطئ، والاكتفاء بتقديم المساعدات لهم، وتزامن ذلك مع وصول قارب آخر يحمل 146 لاجئاً من الروهينجا إلى جزيرة سومطرة.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل 2500 من الروهينجا بالقوارب إلى آتشيه بين يناير/كانون الثاني 2023 ومارس/آذار 2024، وهو نفس عدد الواصلين إلى إندونيسيا في السنوات الثماني السابقة.
وتواجه الروهينجا، الأقلية المسلمة الاضطهاد في ميانمار، وفرّ العديد منهم من الحملات العسكرية، بحثاً عن مأوى في مخيمات اللاجئين المكتظة والمترامية الأطراف في بنغلادش المجاورة، ويعيشيون في ظروف معيشية سيئة، وسط قلة المساعدات.
وفي كل عام، يحاول آلاف الروهينجا القيام برحلة محفوفة بالمخاطر يبلغ طولها 4000 كيلومتر (2500 ميل) من بنغلادش إلى ماليزيا، وهو ما يغذي عملية تهريب البشر بملايين الدولارات والتي غالباً ما تنطوي على توقف في إندونيسيا.
وإندونيسيا ليست من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، وتقول إنها لا يمكن إجبارها على استقبال اللاجئين، وتدعو بدلا من ذلك الدول المجاورة إلى تقاسم العبء.