الصين: عودة الروهينجا الحل الوحيد لكن الأوضاع الأمنية في ولاية أراكان تمثل عائقاً كبيراً

الصين: عودة الروهينجا الحل الوحيد لكن الأوضاع الأمنية في ولاية أراكان تمثل عائقاً كبيراً
سفير الصين في بنغلادش خلال تقديم المساعدات الصينية (صورة: روهينجا خبر)
شارك

وكالة أنباء أراكان 

أكد سفير الصين لدى بنغلادش “ياو وين” أن العودة الطوعية تبقى الحل الدائم والوحيد لأزمة الروهينجا، إلا أنها غير ممكنة في الوقت الراهن بسبب استمرار القتال وانعدام الأمن داخل ولاية أراكان في ميانمار.

وجاءت تصريحات السفير الصيني خلال حديثه للصحفيين، عقب توقيع مذكرة تفاهم مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) لتقديم دعم مالي بقيمة 2.5 مليون دولار لصالح لاجئي الروهينجا المقيمين في مخيمات كوكس بازار.

وقال ياو وين: “علينا أن نكون واقعيين، فبسبب الوضع الأمني في ولاية أراكان، من الصعب جداً البدء بعملية العودة في الوقت الحالي”، مشيراً إلى أن استمرار الصراع وعدم الاستقرار داخل ميانمار يشكّلان العائق الأساسي أمام أي عملية عودة.

وأوضح السفير أن غياب السلام على الأرض يمنع اللاجئين من العودة بشكل آمن وكريم، مؤكداً أن وقف إطلاق النار يُعد شرطاً أساسياً لتحقيق أي تقدم حقيقي في هذا الملف.

وأضاف أنه لا يوجد جدول زمني محدد لعودة الروهينجا، نظراً لتعقّد القضية واعتمادها على عوامل متعددة وتعاون دولي مستمر.

وأشار “ياو وين” إلى أن الروهينجا يعيشون في مخيمات اللجوء منذ ثماني سنوات، مؤكداً أن الأزمة لا ينبغي أن تستمر إلى ما لا نهاية، لكنها تتطلب مقاربة واقعية وشاملة.

وشدد على أن أي عودة يجب أن تكون طوعية وآمنة وكريمة، مع توفير ضمانات أمنية وحقوق قانونية وسبل عيش.

ودعا السفير الصيني إلى تنسيق الجهود بين الصين وبنغلادش ودول “آسيان” والمنظمات الدولية والدول الغربية، محذّراً من أن استمرار أزمة الروهينجا لا يهدد الأوضاع الإنسانية فحسب، بل يشكّل أيضاً خطراً على السلم والاستقرار الإقليميين.

وفي مخيمات كوكس بازار، لا تزال الأوضاع المعيشية صعبة، حيث يعتمد أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية لتأمين الغذاء ووقود الطهي والاحتياجات الأساسية.

ويؤكد العديد من اللاجئين رغبتهم في العودة إلى ديارهم في ولاية أراكان، لكنهم يخشون العودة في ظل غياب الأمن وحقوق المواطنة والحماية القانونية.

من جهتها، أوضحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن المساهمة الصينية البالغة 2.5 مليون دولار ستُستخدم لدعم برنامج توفير غاز الطهي (LPG) داخل المخيمات، ما يحدّ من جمع الحطب، ويقلل المخاطر الأمنية التي تواجه النساء والأطفال، ويساهم في حماية الغابات المحيطة.

ورحّب ممثل المفوضية في بنغلادش “إيفو فريجسن” بالدعم الصيني، معتبراً أنه يأتي في وقت حرج يشهد تراجعاً في التمويل الإنساني العالمي، ومؤكداً أن المشروع لا يلبّي الاحتياجات الأساسية فحسب، بل يعزّز أيضاً الكرامة والسلامة لدى اللاجئين.

بدوره، شدد السفير الصيني على أن خفض بعض الدول لمساهماتها الإنسانية ينعكس بشكل مباشر على الفئات الأكثر ضعفاً، مؤكداً التزام بلاده، بصفتها شريكاً تنموياً طويل الأمد لبنغلادش، بمواصلة العمل مع الحكومة البنغلادشية والمفوضية لضمان وصول المساعدات إلى النازحين من ولاية أراكان في أسرع وقت ممكن.

وفي ظل استمرار الأوضاع الأمنية داخل ميانمار، تبقى العودة حلاً مؤجلاً، فيما تظل المساعدات الإنسانية شريان الحياة لمئات الآلاف من لاجئي الروهينجا المنتظرين فرصة العودة الآمنة والكريمة إلى ديارهم.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.