وكالة أنباء أراكان
أعلن المقرّر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في ميانمار “توم أندروز”، الخميس، عن بدء تحقيق دولي في تعامل السُلطات الهندية مع لاجئي الروهينجا، بعد تقارير عن اعتقال وترحيل قسري ينتهك القانون الدولي وقواعد حماية اللاجئين.
وتضمن التحقيق، حادثة وقعت أوائل مايو الجاري بعد اعتقال 40 لاجئاً من الروهينجا أُجبروا على الخروج من البلاد عبر سفينة بحرية هندية بإلقائهم في بحر أندامان على متن قارب صغير قرب الحدود البحرية مع ميانمار.
ووصف “أندروز”، تلك الواقعة بـ”غير القانونية وغير المقبولة أخلاقياً”، مشيراً إلى أن فكرة إلقاء الروهينجا في البحر من سفينة بحرية ليست أقل من الفظائع، وأنه يسعى للحصول على مزيد من المعلومات والشهادات بشأن هذه الحادثة.
وحث الحكومة الهندية على الامتناع عن المعاملة اللا إنسانية والمهددة للحياة للاجئين الروهينجا، بما في ذلك إعادتهم إلى أوطانهم في ظروف خطيرة في ميانمار.
وكثفت الهند مؤخراً من حملاتها الأمنية التي تستهدف التضييق على الروهينجا وطردهم من البلاد، فيما تقدّر أعداد المسجلين لدى مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الهند بقرابة 18 ألفاً و20 ألف شخص.
وسبق أن أفادت تقارير إعلامية، بقيام الهند بترحيل العشرات من لاجئي الروهينجا قسراً عبر إلقائهم في المياه الدولية قرب الحدود البحرية من ميانمار، ودفعهم للسباحة حتى الوصول إلى الحدود الميانمارية، ما دفع محامون لتقديم دعوى أمام المحكمة العليا في الهند تتهم الحكومة بترحيل 43 لاجئاً من الروهينجا قسراً إلى ميانمار، وطالبت بإعادتهم إلى دلهي وإطلاق سراحهم من الاحتجاز.
وأثيرت مؤخراً مخاوف من ترحيل الهند للروهينجا بعد القبض على العشرات منهم خلال مداهمات أمنية، قبل إعلان ولاية آسام الهندية اتباع سياسة الترحيل الفوري للاجئين الروهينجا إلى بنغلادش، بدلاً من اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بما في ذلك الاعتقال أو المثول أمام المحاكم ثم سجنهم.
ولا تُعد الهند من بين الدول الموقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951 أو بروتوكولها لعام 1967، وتتعامل مع الروهينجا في البلاد كمهاجرين غير شرعيين، وتنفذ بحقهم عمليات اعتقال وترحيل حتى بحق المسجلين منهم لدى مفوضية اللاجئين.
وفر ما يزيد على مليون من الروهينجا من ولاية أراكان غربي ميانمار خلال السنوات الماضية بعدما شن جيش ميانمار حملة إبادة جماعية ضدهم في عام 2017، وأطلق جيش أراكان (الانفصالي) حملة عسكرية للسيطرة على الولاية في نوفمبر 2023 طالتهم أيضاً بالعنف والتهجير والتجنيد القسري، ويعيش أغلبهم في مخيمات بنغلادش المكدسة فيما تسعى أعداد منهم للانتقال إلى بلدان أخرى بحثاً عن ظروف حياتية أفضل.