وكالة أنباء أراكان
ذكرت منظمة “أطباء بلا حدود” الإغاثية الدولية، الاثنين، أنه مع اقتراب إقامة المؤتمر الأممي بشأن الروهينجا والأقليات الأخرى في ميانمار في 30 من سبتمبر الجاري، تظل أصوات الفئات المتضررة وأبرزها الروهينجا غير مسموعة بشكل كبير.
وأوضحت المنظمة أنها أجرت لقاءات مع 457 لاجئاً من الروهينجا في مخيمات منطقة “كوكس بازار” في بنغلادش كان 37% منهم فقط على علم بالنقاشات المقرر إقامتها في إطار الأمم المتحدة بشان قضيتهم في نيويورك، وقد علم معظمهم عن المؤتمر بطرق غير رسمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتوصل إحصاء المنظمة إلى أن 84% ممن تم التحدث معهم لا يشعرون بالأمان تجاه العودة مرة أخرى إلى ميانمار، وأن 58% منهم غير آمنين في مخيمات بنغلادش، وأن 56% منهم أكدوا وجود مصاعب متزايدة في الوصول للخدمات الصحية.
وجاءت المقابلات في إطار مسح تجريه المنظمة مع مرضى من الروهينجا تبدأ أعمارهم من 18 عاماً (46% من النساء و54% من الرجال) لتقييم الخدمات الصحية المقدمة لهم في أربع مستشفيات تابعة للمنظمة، وأجري المسح باللغة الروهنجية في الفترة ما بين 26 من إسطس الماضي وحتى 2 من سبتمبر الجاري.
وقال مدير التشغيل الإقليمي بالمنظمة “بول بروكمان” إن النقاشات التي أجريت مع لاجئي الروهينجا تكشف شعوراً عارماً بالعجز بين أفراد المجتمع مقترن بحاجة شديدة إلى حلول طويلة الأمد، مضيفاً أن سنوات من القمع أثرت على الصحة النفسية والعقلية للاجئين.
وأضاف أن لاجئي الروهينجا يواجهون قيوداً صارمة على تنقلاتهم وحياتهم اليومية، كما يؤثر انعدام الأمن على كل شيء بدءاً من قدرة الوالدين على إحضار طفل مريض إلى العيادة ليلاً وصولاً إلى الواقع اليومي للعيش في ملاجئ لا توفر سوى القليل من الحماية من العنف.
ولفتت المنظمة إلى أن شهادات الوافدين الجدد من ولاية أراكان غربي ميانمار صورة قاتمة تفسر عدم شعور الغالبية العظمى منهم بالأمان تجاه العودة في ظل الظروف الحالية، وبينما يسود الخوف من العود يعرب العديد من اللاجئين عن يأسهم من انعدام مستقبلهم في المخيمات.
وشدد “بروكمان” على ضرورة أن تكون أصوات الروهينجا مسموعة في كافة النقاشات بعد ثماني سنوات من التشتت في “كوكس بازار” في ظل وضع إنساني لايحتمل، مؤكداً أن غياب المسارات المستقبلية وتدهور الصحة النفسية يضعفان الأمل، وأن الروهينجا يطلبون أكثر من مجرد مأوى وحصص غذائية فهم يطلبون مستقبلاً من خلال العودة مع الحقوق والأمان أو إعادة التوطين بكرامة.
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023.