وكالة أنباء أراكان
جدد قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، خلال قمتهم المنعقدة في كوالالمبور بماليزيا في 26 أكتوبر 2025، التزامهم الكامل بخطة النقاط الخمس (5PC) باعتبارها الإطار الرئيسي والوحيد الذي يمكن من خلاله التوصل إلى حل سلمي ودائم للأزمة السياسية والإنسانية في ميانمار، مؤكدين أن تنفيذ هذه الخطة يُعدّ أولوية مشتركة لجميع الدول الأعضاء.
وفي البيان الختامي الصادر عن القمة، أعرب قادة آسيان عن قلقهم العميق إزاء استمرار أعمال العنف وتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل ميانمار، التي تشهد اضطرابات متواصلة منذ انقلاب عام 2021.
وأدان القادة بشدة الهجمات المتكررة على المدنيين والمنشآت العامة والبنية التحتية، داعين جميع الأطراف إلى وقف فوري وشامل للعنف واتخاذ خطوات ملموسة لتهيئة الظروف المناسبة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأكد البيان، أن خطة النقاط الخمس تظل المرجعية الأساسية لمعالجة الأزمة، وتشمل: الوقف الفوري للعنف، وإجراء حوار بنّاء بين جميع الأطراف، وتعيين مبعوث خاص لرئيس آسيان للتوسط، وتقديم المساعدات الإنسانية عبر مركز تنسيق آسيان للمساعدات الإنسانية (AHA Centre)، وأخيراً متابعة تنفيذ الخطة عبر آلية واضحة وشفافة.
كما شدد القادة على أن ميانمار تمثل جزءاً لا يتجزأ من الأسرة الآسيوية، مؤكدين التزام آسيان المستمر بمساعدة البلاد على استعادة السلام والاستقرار والديمقراطية من خلال حلول يقودها الميانماريون أنفسهم.
ورحب القادة بجهود رئاسة آسيان الحالية، خاصة ماليزيا، في العمل على إحراز تقدم فعلي في تنفيذ النقاط الخمس، كما أشادوا بزيارة وزيري خارجية ماليزيا وتايلاند إلى ميانمار في أبريل 2025، والتي أكدت على أهمية التعاون الإقليمي في الاستجابة الإنسانية وتعزيز الحوار.
وأشار البيان إلى أن المبعوث الخاص لرئيس آسيان واصل إجراء مشاورات شاملة مع مختلف أصحاب المصلحة داخل ميانمار، بما في ذلك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية، بهدف تعزيز الثقة وإطلاق حوار وطني شامل يمهد الطريق نحو مصالحة حقيقية.
وفي الوقت نفسه، دعا قادة آسيان المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والشركاء الخارجيين والقطاع الخاص، إلى زيادة الدعم المالي واللوجستي لضمان استمرار عمليات المساعدة التي ينفذها مركز تنسيق آسيان للمساعدات الإنسانية (AHA Centre)، خاصة في المناطق التي تضم النازحين داخلياً والمتضررين من الزلازل والكوارث الطبيعية.
وأكد البيان على ضرورة أن تكون المساعدات شاملة وغير تمييزية، وأن يتم تسليمها بشكل آمن وشفاف وفعال، مشيراً إلى أهمية تعزيز التنسيق بين الآسيان والأمم المتحدة لضمان استدامة الجهود الإنسانية والسياسية.
كما رحب القادة بالتقرير الشامل الذي أعدته الأمانة العامة لآسيان حول تقييم تنفيذ خطة النقاط الخمس خلال الفترة 2021-2025، والذي أبرز الحاجة إلى تسريع وتيرة التنفيذ وتعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء.
وفي ختام البيان، جدد القادة التأكيد على أهمية الحوار الشامل ووقف العنف باعتبارهما أساس تحقيق سلام دائم في ميانمار، داعين السلطات هناك إلى إظهار التزام حقيقي بتنفيذ الخطة من خلال التعاون الكامل مع آسيان والمبعوث الخاص، كما شددوا على أن التوصل إلى تسوية سياسية بقيادة ميانمار وبملكية شعبها يمثل السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في البلاد والمساهمة في السلام والأمن والتنمية في منطقة جنوب شرق آسيا بأكملها.
وخلال القمة، دعت منظمات حقوقية دولية وإقليمية قادة آسيان، المجتمعين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه تدهور أوضاع حقوق الإنسان في ميانمار، والتحرك الجاد لمعالجة أزمة أقلية الروهينجا التي ألقت بظلالها على بنغلادش ودول المنطقة منذ عام 2017.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة استمرار أعمال العنف في ميانمار، داعياً جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فوراً، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

