وكالة أنباء أراكان
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة استمرار أعمال العنف في ميانمار، داعياً جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فوراً، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وحذّر خلال كلمته الافتتاحية في قمة آسيان والأمم المتحدة في كوالالمبور، الاثنين، من أن السلام في ميانمار لا يزال بعيد المنال، مشيراً إلى أن آلاف الأشخاص قُتلوا، وملايين آخرين نزحوا داخلياً وخارجياً، فيما تتزايد الاحتياجات الإنسانية يوماً بعد يوم.
وشدّد على ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين تعسفياً، بمن فيهم القادة المنتخبون ديمقراطياً، محذراً من أن أي انتخابات تُجرى في ظل الظروف الحالية ستعمّق الانقسام وتزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد.
وأشار إلى أن أقلية الروهينجا ومجتمعات أخرى في ميانمار لا تزال تعاني من الاضطهاد ودورات متكررة من النزوح القسري منذ سنوات.
وقال غوتيريش، إن خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بميانمار ما زالت تعاني من نقص حاد في التمويل، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل وسخي لتغطية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وتوفير الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.
كما أكد التزام الأمم المتحدة بدعم رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في تنفيذ “توافق النقاط الخمس” وقرار مجلس الأمن رقم 2669، الهادفين إلى استعادة السلام والديمقراطية في ميانمار.
وفي سياق آخر، دعا إلى تعزيز العمل العالمي والإقليمي في مواجهة تغير المناخ، إضافة إلى تطوير نظم حوكمة التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، وحثّ دول آسيان على تسريع خفض انبعاثاتها الكربونية، والتحول إلى استخدام الذكاء الاصطناعي المسؤول لضمان تنمية مستدامة وشاملة.
واختتم غوتيريش كلمته بالتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، بما في ذلك الاتجار الإلكتروني بالبشر وشبكات الاحتيال، مؤكداً أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) سيواصل دعم جهود دول آسيان في مواجهة هذه التهديدات المتنامية، والعمل على تعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار الاجتماعي في المنطقة.
وخلال القمة، دعت منظمات حقوقية دولية وإقليمية قادة آسيان، المجتمعين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه تدهور أوضاع حقوق الإنسان في ميانمار، والتحرك الجاد لمعالجة أزمة أقلية الروهينجا التي ألقت بظلالها على بنغلادش ودول المنطقة منذ عام 2017.
وفي وقت سابق، طالبت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، سُلطات ميانمار، بالالتزام الكامل بتوافق النقاط الخمس كشرط أساسي لعقد الانتخابات في البلاد، مؤكدةً أن أي نقاش حول الانتخابات يجب أن يتم فقط بعد تنفيذ الاتفاق بالكامل.
