أراكان: نزوح 20 ألف شخص جراء القتال في “كياوكفيو”

نازحون من بلدة "كياوكفيو" في ولاية أراكان جراء القتال، نهاية فبراير 2025 (صورة:RFA)
نازحون من بلدة "كياوكفيو" في ولاية أراكان جراء القتال، نهاية فبراير 2025 (صورة:RFA)
شارك

وكالة أنباء أراكان

أفادت تقارير إعلامية وإغاثية بأن القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) في بلدة “كياوكفيو” في ولاية أراكان غربي ميانمار تسبب في نزوح أكثر من 20 ألف مدني من منازلهم خلال الأسبوعين الماضيين فقط.

وذكرت شبكة “راديو آسيا الحرة” أن النازحين الفارين من منازلهم في حاجة ماسة إلى الطعام والشراب والمساعدات، وذلك وفق السكان المحليين وعاملي الإغاثة في المنطقة.

وقال أحد عمال الإغاثة للشبكة إن القتال تكثف بشكل كبير منذ 20 من فبراير الماضي قرب القاعدة البحرية التابعة لجيش ميانمار في المنطقة، ما أدى إلى نزوح السكان من عشر قرى قريبة على الأقل.

كما صرح عامل إغاثي آخر في “كياوكفيو” أن النازحين خلال الأسبوعين الماضيين يعيشون في خيام مؤقتة في قرى جبلية نائية أو في الحقول وعلى أطراف الغابات، وبينهم الكثير من كبار السن والنساء الحوامل ويواجهون نقصاً حاداً في الأدوية والمياه، إلى جانب الارتفاع الكبير في أسعار السلع.

نازحون من بلدة "كياوكفيو" في ولاية أراكان جراء القتال، نهاية فبراير 2025 (صورة:RFA)
نازحون من بلدة “كياوكفيو” في ولاية أراكان جراء القتال، نهاية فبراير 2025 (صورة:RFA)

وتابع أن النازحين يعيشون فقط على القليل من التبرعات الواردة من القرى القريبة وجماعات الإغاثة وهم في حاجة إلى دعم المجتمع الدولي.

كما نقلت الشبكة عن أحد السكان المحليين قوله إن  القتال ربما يتصاعد بشكل أكبر في “كياوكفيو” خلال الفترة المقبلة في ظل تعزيز الجانبين من استعهداداتهما، مضيفاً أن جيش ميانمار يستخدم الطائرات في استهداف القرى والجبال والمناطق القريبة من مواقع الاشتباك.

وتعد السيطرة على “كياوكفيو” أحد أكبر أهداف جيش أراكان في الولاية، وتمثل المنطقة ميناءاً طبيعياً وتتمتع بإمكانية الوصول إلى كميات وفيرة من النفط والغاز الطبيعي والموارد البحرية.

منطقة حيوية

وتعد المنطقة مركزا للمشروعات الاقتصادية الصينية، إذ تخطط الصين لبناء ميناء بحري عميق في المنطقة الاقتصادية الخاصة في “كياوكفيو” كمركز لاستراتيجية تطوير الحزام والطريق، ويتدفق النفط والغاز الطبيعي بالفعل من محطات “كياوكفيو” إلى مقاطعة “يونان” في جنوب الصين، ما يمنح الصين طريقاً بديلاً لوارداتها النفطية في حالة نشوب صراع في بحر الصين الجنوبي.

وأوضحت الشبكة أنه منذ شن جيش أراكان هجومه على “كياوكفيو” في 20 فبراير الماضي، رد جيش ميانمار بهجمات من الجو ومن السفن البحرية في البحر، ولم تعلق الصين على القتال الأخير، لكنها طلبت تأكيدات من جيش البلاد على أن أصولها في ميانمار ستكون محمية.

وكان معهد الاستراتيجية والسياسة في ميانمار أفاد في تقرير له في يناير الماضي بأن جيش أراكان يسيطر بالفعل على 9 من أصل 11 مشروعاً صينياً في ولاية أراكان، وأوضحت “شبكة آسيا الحرة” أنه في حين واجهت المشاريع الصينية تعطيلاً وتأخيراً في أجزاء مختلفة من ميانمار، لكن لم تسعى القوات المناهضة لجيش ميانمار بشكل عام إلى تدمير المرافق، بل وعد بعضها أحياناً بحماية الاستثمارات والأفراد الصينيين.

وتعد ولاية أراكان مسرحاً للقتال المتجدد بين جيش ميانمار وجيش أراكان منذ أطلق الأخير حملة للسيطرة عليها في نوفمبر 2023، وفاقم الصراع من معاناة الروهينجا الذين اضطر عشرات الآلاف منهم إلى النزوح داخلياً، فيما فرّ مئات الآلاف الآخرين باتجاه بنغلادش هرباً من العنف والاضطهاد والتجنيد القسري من الجانبين، بعدما تعرضوا سابقاً لحملة إبادة من قبل جيش ميانمار في 2017.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.