وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
توَاريِخُ ولادَتي تُثبِتُ علَى أننِي ولِدتُ أيَام الحَربْ، ولَستُ أدرِي مُنذُ متَى بدَأ سِيناريُو الاضطِهادِ على أرضِي.
ولِدتُ عندَمَا كانَ العَدو يَغتَصبُ وَطنِي، وكانَت السمَاءُ تَئِنّ لمُصابِي، والغُيوم تَبكي وتُمطِر أموَاتاً.
ولدتُ لمّا كَان الأمَلُ مَكتُوفاً يَخشَى أن يُلوّح بيدِه؛ فيُقتَل.
قُذِفتُ من فُوّهَة المَدافِع على صَدر الوَطن أحمِلُ ذَخيرةً بدلاً من الحَلوَى.
كنتُ شاهداً على المَجازِر والجُثَث على الطُرقات، والنحِيبُ على فَقد الأحبَاب.
كُنتُ أنا الوَطَن والوطَنُ أنَا.
كـِلانَا احترقنا وقاتلنا ومتنا ألف مرة.
كلانا حَاولنَا أن نقَاوِم ونَقف صَامدين، حاولنَا ألاّ نَجعَل مِن أبنَائنَا “لاجِئين”.
كبُرتُ على رائِحةِ البارُود والدّم
وعلى صَوتِ صَرخَات اليتَامى مَشيتُ على أرضِي كَـغَريبٍ ورأيتُها تتعرّى من جُدارنِها الخَضراء؛ بعدَما كانَت ترتَدي أجملَ حُلـّة، تِلك هيَ مدينَتي التي لم تَستطِع أن تمنَح تِذكاراً لأولادِها سِوَى فُتاتَ البُؤس
ولم تستطِع أن تَحتفِظ بِعُذريتِها فقد هتكها المجرم المغتصب.
اعتَادِت أن تنَام على ضِجيج المَقذُوفَات، وتَصحُو على صَمتٍ بِلَون الدمَاء .. تِلكَ هيَ مدينَتي التي ولِدتُ فيهَا..!