وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
يقبع لاجئو الروهنغيا، الذين اكتظت بهم المخيمات في بنغلادش ، وأيديهم على قلوبهم، تحسُّباً مما قد تجُرّه الطبيعة عليهم من ويلات، حين يسوء الطقس في الأشهر المقبلة.
لاجئو الروهنغيا التعساء في جنوب بنغلادش، يشْخصون بعيونهم إلى السماء، بحثاً عن بارقة أمل تقيهم الكارثة.
السقف المؤقتة، المصنوعة على الأغلب من الخيزران والقماش المشمّع، تطغى الآن على المشهد الطبيعي في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في بنغلادش ، الذي كانت تكسوه الغابات ذات يوم، على بعد 35 كيلومتراً من بلدة كوكس بازار الساحلية.
يشكل هذا المخيم وأمثاله، ملاذات لمئات الألوف ممّن فرّوا من العنف المتطرف في ولاية أراكان ، الواقعة وراء نهر ناف مباشرة، في ميانمار التي يطغى عليها السكان البوذيون.
ومع ذلك، فإن أعضاء الأقلية المسلمة التي تنكمش على نفسها في ظروف صحية سيّئة، لا يزالون يواجهون خطراً عظيماً.
موسم الرياح الموسمية يقترب، ويخشى عمال الإغاثة الإنسانية أن تصبح الأمور أسوأ/ أسوأ بكثير.
العديد من أكواخ اللاجئين، مبنية على سفوح التلال في أرض متداعية جافة، ما يشكل تهديداً بانهيارات أرضية كارثية في بلد يعاني منذ زمن طويل الكوارث الطبيعية.
وتؤوي بلدة كوكس بازار، نحو 867 ألف لاجئ ظلوا يتقاطرون من ميانمار منذ عام 1991، وفقاً لعمال المساعدة الإنسانية.
وقد وصل حوالي 770 ألفاً في أعقاب موجات الاضطهاد والحملات العسكرية في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وأغسطس/ آب 2017. وهنالك أكثر من 400 ألف لاجئ في مخيم كوتوبالونغ.
ويُطعم برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، نحو 880 ألف شخص، بما في ذلك المجتمع المضيف، وقد التمس من المانحين تقديم 230 مليون دولار إضافية من أموال المساعدات الإنسانية.
وتقع جميع المخيمات في ما كان في السابق، شريطاً أخضر على طول خليج البنغال.
ولم يبق إلاّ بعض البقع من الأرض الخضراء، التي لا يُتوقع أن تنجو من السيل البشري الجارف، حيث يقوم اللاجئون بقطع الأشجار لبناء المساكن والحصول على الحطب.
ويحذر «شيلي تاكرال» المسؤول عن برنامج الغذاء العالمي، في كوكس بازار، من أن الظروف مهيأة لحدوث الكوارث.
ويصفه كوتوبالونغ، بأنها «مخيم ضخم»، وأن اكتظاظه بالسكان يفاقم المخاطر. وهنالك الكثير مما يجب عمله، إذا كان يراد إنقاذ الأرواح، كما يقول تاكرال.
ويقارب عدد الناس الأكثر عرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية 150 ألف شخص، وتشكل الرياح العاتية تهديداً إضافياً.
ويتعاون برنامج الغذاء العالمي مع مسؤولي اللاجئين في الأمم المتحدة وغيرهم، لتطبيق تدابير تصريف المياه وترسيخ الأراضي، لكن قلة منهم تعتقد أن الحدّ من المشكلة سيكون كافياً. وهنالك أيضاً برنامج التأهب للكوارث، لتوفير الاستجابات لحالات الطوارئ.
قال تاكرال: «علينا التأكد من أننا سنصل إلى الجميع- بما في ذلك الأطفال الصغار والحوامل والأمهات الجدد وكبار السنّ- بحيث يحصلون على الغذاء، والأدوية والإمدادات مقدَّماً».
وقال أوزال كانتي بال، خبير الأرصاد الجوية المساعد في كوكس بازار، إن إبريل/ نيسان- مايو/ أيار وأكتوبر/ تشرين الأول- نوفمبر/ تشرين الثاني، يحتمل أن تكون شهوراً خطرة.
وتنبأ بأن يتكون العديد من المنخفضات الجوية على خليج البنغال من إبريل وإعصار قوي واحد على الأقل.
وبنغلادش التي تقع على سهول فيضانية في أكبر نظام لدلتا الأنهار في العالم، معرضة بشكل طبيعي للأعاصير، والفيضانات والانهيارات الأرضية.
وفي تقرير نُشر في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، ذكرت الأمم المتحدة، أن مستوطنات اللاجئين في كوكس بازار، تشكل العديد من المخاطر البيئية والمخاطر على الصحة العامة.
فقد تنقرض حيوانات نادرة، ويواجه البشر شبح الانتشار السريع للأمراض المعدية.
ويتأهب خبراء الصحة لاحتمال تفشي الأمراض التي تنقلها المياه أثناء الرياح الموسمية، وكذلك الأمراض التي ينقلها البعوض وغيره من الحشرات.
وفي هذه الأثناء، ينتظر جميع مَن يعيشون في منطقة كوكس بازار، خائفين من وصول الرياح الموسمية، وعلى أمل أن يتم تجنيبهم الأسوأ الذي يمكن أن تطلقه الطبيعة من عقاله.