شين ويراثو.. رأس الشر في ميانمار ومبيد المسلمين

شارك

وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات

رغم أن أخبار الإبادة العرقية التي يتعرض لها مسلمو الروهنغيا في ميانمار، وصلت العالم كله، إلا أن الغموض أحاط دائما بحقيقة ما يحصل فعلا على الأرض الواقع، فالمعلومة الوحيدة المتوفرة، هي أن هناك تقتيلا وتهجيرا للأقلية المسلمة هناك، من طرف البوذيين، فمن يقف وراء هذا؟ وكيف، فجأة طارد البوذيون الروهنغيا، بعد أن تعايشوا معا لسنوات طويلة؟..

السبب هو شخص واحد “آشين ويراثو” “Ashin Wirathu”، الذي يمكن اعتباره هتلر البوذيين بعد أن استطاع قيادتهم في تلك البقعة من أسيا، ويدحض أفكار التسامح والتعايش التي تبناها أسلافه، لينشر فكرا متطرفا مفاده أن المسلمين هناك، يستعملون المال والزواج لإقناع نسائهم على الزواج، ونشر ذريتهم في ذاك البلد للقضاء على البوذية، وبذلك استطاع هذا الكاهن أن يأذن لحملات إبادة عرقية دموية، هجرت الألاف وقتلت العشرات.
حقيقة “آشين ويراثو” وتنظيره للفكر المتطرف البوذي لم تتكشف إلا بعمل توثيقي (2017) أجراه المخرج الفرنسي “بربات شرودر” (Barbet Schroeder) عبر فيلم الوثائقي “الموقر و” (LE VÉNÉRABLE W) الذي يدوم ساعة و40 دقيقة، تم عرضه لأول مرة خارج أوربا بالجزائر خلال مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في طبعته الثالثة، حيث حضر المخرج وكشف بمسرح المدينة، كيف استطاع الوصول إلى بعض الحقائق وقال “دخلت إلى ميانمار على أساس أنني سائح، حملتي معي كاميرا خفية.. تمكنت من الظفر بلقاء مع الزعيم البوذي آشين ويراثو، بعد ادعائي أنني من المتطرفين في فرنسا وأنصار حزب مارين لوبان وتهمنا طريقتهم في طرد المسلمين لنطبقها في فرنسا” وأضاف “لهذا كان الزعيم البوذي مرتاحا ولم يبخل في التفصيل في طرق الدعاية لكراهية المسلمين وكيفية بعث حملات الإبادة التي شهدتها المنطقة..” كما أوضح المخرج بربات شرودر أنه لم يتمكن من إكمال تصوير الوثائقي في ميانمار، بعد اكتشاف أمره من الجهات الأمنية، ما اضطره إلى إكمال التصوير في البلدان المجاورة على الحدود التي يقبع بها اللاجئون.

وحقيقةً، يتكلم الزعيم البوذي “آشين ويراثو” خلال الفيلم الوثائقي بكل راحة، ويكرر مرارا أن “مسلمي ميانمار هم أجانب، استفادوا من المال والزواج للقضاء على السكان الأصليين وديانتهم” واستطاع هذا الشخص من الترويج لأفكاره المتعصبة عبر كتابه، وإضعاف حجة ومبادئ أسلافه السمحة، ليتمكن من إقناع أتباعه بضرورة التحرك بأي ثمن لطرد المسلمين من هناك، وبالفعل تمكن هذا الشخص إلى أن يتحول إلى الشخصية الأكثر نفاذا في البلد، فالجيش والحكومة كلها تحت أقدامه، لمكانة الديانة البوذية في ميانمار.

الفيلم الوثائقي “الموقر و” يكشف أرشيفا ومشاهد صادمة، لحرق للمسلمين وضرب قاتل للبعض، إضافة إلى حرق القرى والمنازل وبتواطؤ من الجيش الميانماري، ما أنتج حركة هجرة واسعة، وأمواجا بشريا قطعت مئات الكيلومترات للنفوذ بروحهم، تاركين وراءهم أراضيهم، بيوتهم وتجارتهم.

يشار إلى أن الراهب البوذي الميانماري آشين ويراثو أو مونك فيراتو ولد في 10 يوليو 1968 في كيوكس، ويكن له البوذيون في ميانمار احتراما كبيرا، يشتهر بتعصبه ضد الإسلام. لقب نفسه بين لادن ميانمار وبالنازية الأصلع دخل السجن في 2003 بتهمة التحريض على الكراهية الدينية و أفرج عنه في 2012، دشن مطلع العام 2013 م حركة 969 التي تدعو البوذيين لمقاطعة المحلات التي يمتلكها المسلمون كما أعد قانونا يضع قيودا على النساء اللائي يسعين للزواج من رجال مسلمين، ثم أنشأ حركة أخرى اسمها “ماتابا” للدين والسلالة وهدفها أيضا الانتصار للعرق وإبادة الروهنغيا.

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.