رغم مرور خمس سنوات على أعمال الشغب.. محنة الروهنغيا في ميانمار لا تزال قائمة

شارك

وكالة أنباء أراكان ANA | د.ب.أ

أدى استمرار القمع إلى تفاقم الانقسامات وفتح الباب على مصراعيه أمام التطرف ، بعد أن أسفرت أعمال الشغب الدينية بين البوذيين والمسلمين عن العشرات من القتلى ومئات الآلاف من النازحين في ولاية أراكان الغربية في ميانمار.
وبعد مرور خمس سنوات على الاضطرابات الدينية المميتة في عام 2012 في أكياب، العاصمة الهادئة لولاية أراكان ، لا تزال المساجد المتهدمة والمنازل المحروقة التي هجرها قاطنوها خلال أعمال العنف، خاوية على عروشها.
ولا يزال أكثر من أربعة آلاف من الروهنغيا محاصرين في حي لا يقطنه سوى المسلمين فقط في منطقة من المدينة كانت الطائفتان تعيشان فيها جنبا إلى جنب في يوم من الأيام.
وتحل هذا الأسبوع ذكرى مرور نحو نصف عقد من الزمان على اغتصاب وقتل امرأة بوذية في ميانمار ذلك الذي أشعل موجات من الاشتباكات المميتة بين البوذيين والروهنغيا وهى أقلية مضطهدة تعتبر على نطاق واسع من المتطفلين الذين قدموا من بنجلاديش المجاورة وحرموا من الجنسية.
وتم احتجاز عشرات الالاف من الأشخاص، معظمهم من الروهنغيا، في معسكرات النزوح الكئيبة في ولاية أراكان حيث لا يزال معظمهم اليوم بدون أمل في العودة إلى ديارهم. ولا يستطيع مئات الآلاف الآخرين التحرك بحرية ولا يمكنهم الحصول إلا على قدر ضئيل من التعليم أو الرعاية الصحية.
وخارج أكياب، هناك شعور متزايد باستمرارية هذه المخيمات حيث لاتزال الأسر الكبيرة تشترك في منازل خشبية ضيقة أنشئت كملاجئ مؤقتة مصممة لتبقى لمدة عامين.
وقال بيير بيرون المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في يانغون “بعد خمس سنوات، نواجه جيلا كاملا من الأطفال الذين لم يعرفوا شيئا سوى المخيمات”.
ويتهم الجيش الميانمارى باغتصاب وقتل المئات من الروهنغيا في تشرين أول/أكتوبر الماضي خلال حملة قمع وحشية في ولاية أراكان الشمالية بسبب هجمات شنتها مجموعة من المسلحين المسلمين تشكلت حديثا ضد قوات الأمن. وتم إجبار عشرات الآلاف المتواجدين على الحدود إلى دخول بنجلاديش.
وقد عينت الأمم المتحدة فريقا لتقصي الحقائق للتحقيق في الاتهامات بارتكاب فظائع خلال الحملة العسكرية في العام الماضي، بيد أن الحكومة تعارض هذه الخطوة ولم تذكر ما اذا كانت ستسمح بهذه المهمة. ولم يعثر تحقيق أجراه الجيش على أي دليل على وقوع انتهاكات.
وقال مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى إن قضية الروهنغيا ليست من أولوياتهم وأشاروا إلى الجماعة بأنها “بنغالية” بما يوحي إلى أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش. ولم تكن هناك إمكانية للوصول إلى أي شخص للتعليق على هذه الرواية.
ويقود الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان، الذى دعته مستشارة الدولة أونغ سان سوتشي، لجنة دولية لتقديم توصيات حول تسوية الاضطرابات في أراكان التي مزقتها النزاعات.
وتقول الحكومة إنها تنفذ تلك التوصيات بإغلاق ثلاثة مخيمات. ولكن البعض يقول إن عملية إعادة التوطين كانت عشوائية. وفي إحدى الحالات، تم منح المسلمين تذاكر جوية إلى يانغون ببساطة، وفقا لما ذكرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال بيرون “إن الهدف الافضل هو أن يتمكن الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات من العودة إلى ديارهم أو إعادة توطينهم أو نقلهم في إطار عملية طوعية للسماح لهم بعيش حياة أفضل”.
واستطرد يقول إنه بالنسبة للغالبية العظمى من الذين يعيشون في المخيمات، فإن هناك أملا ضئيلا في العودة الى ديارهم في المستقبل القريب.
وأضاف بيرون: “إن الظروف داخل المخيمات سواء كانت من حيث المأوى أو المياه أو المرافق الصحية ، لا ترقى إلى المستوى المعتاد ولا تسمح لمعظم الناس بالعيش حياة كريمة”.
وقد انهار الأمل خلال السنوات الخمس الماضية بسبب انتشار اليأس إزاء إمكانية حل تلك القضية.
وفي عام 2015، شاهد العالم عشرات الآلاف من الروهنغيا اليائسين يهرعون إلى قوارب المهربين المتهالكة عبر خليج البنغال وبحر أندامان وهم يحاولون الفرار من أراكان. وفي خضم ذلك لقى المئات حتفهم وتم اكتشاف المزيد من الموتى في معسكرات الاتجار بالبشر على الحدود التايلاندية الماليزية.
ويصر المدافعون عن حقوق الروهنغيا على أن السبيل الوحيد لإيجاد حل دائم للقضية ،هو منح الجنسية للروهنغيا الذين تم استثناؤهم في قانون المواطنة المثير للجدل عام 1982 ، على الرغم من أنه يمكن للكثيرين تتبع أسلافهم في ميانمار.
وقال ماثيو سميث، مؤسس “فورتيفاي ريتس″ لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)ا: “لا تزال ميانمار موطنا لأكبر عدد من السكان عديمي الجنسية في العالم، وهذا بحسب التصميم”.

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.