وكالة أنباء أراكان
أعلنت حكومة الوحدة الوطنية “المعارضة” في ميانمار (NUG)، الاثنين، أنها ستقيم مكاتبها الحكومية بمنطقة “ساجينغ” شمال غربي البلاد، التي تعد إحدى جبهات المقاومة الرئيسية ضد جيش ميانمار “الانقلابي”، في خطوة قُوبلت بردود فعل متباينة بين الترحيب والانتقاد، مع ضرورة إجراء تعديلات وتحسينات لضمان نجاح هذه الخطوة.
سر اختيار “ساجينغ”
وجاء القرار باختيار “ساجينغ”، بعد 4 سنوات من الانقلاب العسكري في ميانمار، كونها تعد موطناً لغالبية عرقية “البامار”، الذين كانوا من أوائل المقاومين للانقلاب باستخدام الأسلحة البدائية والبنادق المصنوعة يدوياً حتى نجحوا بمرور الوقت في السيطرة على بعض المناطق الريفية، ما جعل “ساجينغ” موقعاً استراتيجياً مهماً، وفقاً لما نشره موقع “ميانمار الآن”.
كما تتميز المنطقة بحدودها مع ولايات “كاشين وماغوي وماندالاي”، إضافة إلى ارتباطها بالولايات الجبلية مثل “شان وتشين”، مما يجعلها نقطة عبور رئيسية تمتد حتى الحدود الهندية-الميانمارية.

الوضع الأمني في المنطقة
ما زالت قوات المقاومة تسيطر على العديد من المناطق الريفية في “ساجينغ”، بينما تحتفظ الحكومة العسكرية (الانقلابية) بسيطرتها على المدن، ورغم النجاحات العسكرية لقوات المقاومة، إلا أن استمرار القصف الجوي من قبل الطيران العسكري يمثل تهديداً كبيراً، خاصة بعد إعلان حكومة الوحدة الوطنية عن خطتها لإنشاء مكاتبها هناك.
وتطرق “خينت واي فيو”، أحد قادة الاحتجاجات في “مونيوا”، أكبر مدينة في إقليم “ساجينغ”، للحديث عن التحديات، قائلا: “نظراً لأننا في مرحلة الثورة، فمن الطبيعي أن نواجه تحديات مختلفة، لكن الأمر يعتمد على مدى قدرة الحكومة في التعامل مع هذه المشاكل وحلها بطريقة فعالة”.
تحديات تتطلب المعالجة
وتعاني حكومة الوحدة الوطنية من تحديات في اتخاذ القرارات بسبب انتشار أعضائها في الداخل والخارج، لذلك هناك خطط لإنشاء هيئات مركزية لإدارة الحكومة بشكل أكثر فعالية، بهدف تعزيز المؤسسات الحكومية.
وكذلك ضرورة إصلاح نظام الإدارة المحلية، خاصة وأنه يتكون من 3 كيانات رئيسية هي المجالس المحلية (PAA)، وقوات الدفاع الشعبي (PDF)، ووحدات الأمن العام، لكن هذا النظام يواجه انتقادات بسبب الفساد وسوء الإدارة، ما دفع الحكومة المؤقتة للدعوة لإصلاحات عاجلة.

كما تحتاج حكومة الوحدة الوطنية إلى ضبط الموارد والتمويل، خاصة وأن “ساجينغ” شهدت بعد الانقلاب زيادة في استخراج الموارد مثل الذهب والأخشاب والنفط، مما أثر على الاقتصاد المحلي، ورغم نجاح قوات المقاومة في فرض ضرائب على بعض الأنشطة التجارية، إلا أن هناك اتهامات بتبديد الأموال وسوء الإدارة.
وتبقى الغارات الجوية لجيش ميانمار التحدي الأكبر رغم فقدانه السيطرة على الأرض لكنه ما زال يعتمد بشكل كبير على القصف الجوي الذي قد يهدد خطوة حكومة الوحدة الوطنية بعد قرارها بالاستقرار في “ساجينغ” تزامناً مع تعرض عدة مناطق مثل “خانبات” و”مولو” لهجمات جوية ووقوع ضحايا بين المدنيين.
وربط الكولونيل المنشق “زين ياو”، القدرة على نجاح حكومة الوحدة الوطنية في “ساجينغ” بمواجهة الضربات الجوية، فإذا تمكنت من إسقاط الطائرات سيكون من الجيد إنشاء المكاتب هناك وبدون ذلك تشكّل الخطوة خطراً كبيراً.
وتُظهر تقارير أخرى، أن قوات المقاومة الشعبية (PDF) قد أنشأت أكثر من 200 كتيبة في “ساجينغ” وحدها، إلى جانب تعاونها مع الجماعات المسلحة العرقية، لكن لا يزال هناك نقص في التنسيق بين الفصائل المختلفة، مما يحد من فعاليتها.

