وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
المبجل البوذي رمز العنصرية البشرية لكن هذه المرة ليست عنصرية اللون أو العرق إنها عنصرية الأديان خط جديد من النزاع على البقاء والتواجد وتدمير البشرية وبالتحديد مسلمي ميانمار الذين يشكلون 4% من التعداد السكاني للبلاد .
إننا نتحدث عن واقع جسده المخرج بربيت شرودر في فيلمه Le Vénérable W الذي تم عرضه في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بالجزائر بقاعة مسرح عز الدين مجوبي .
الفيلم من النوع الوثائقي الذي يعالج لأول مرة سنيمائيا النزاع الأحادي الطرف القائم بين البوذيين ومسلمي الروهنغيا بميانمار الذين يزعمون أنهم من حاملي مبدأ وشعار التسامح ونبذ العنف ومخططيها القائم على محو الروهنغيا ووصفهم بالشنائع لتشويه صورتهم دوليا .
في ميانمار بلد الأقلية المسلمة اسم واحد هو المبجل والموقر وصاحب التأثير المطلق في أرض الواقع وعلى العقول هو “ويراثو” مبجل البوذيين الذي لم يستطع لا القانون ولا القوة العسكرية السيطرة على مخططاته التي تعترف بالمعتقد القائم على أساس الخوف من اندثار النسل والديانة البوذية والذي يوجب منطق المواجهة بالحرق والاضطهاد للأقلية المسلمة التي تعتمد على المساعدات المالية السعودية للانتشار والثبات على مقومات الدين الإسلامي حسب قناعة البوذا، فبالنسبة لـ “ويراثو “الذي يلقن حاشيته ويلعب على وتر الأبدية للبوذية وترسيخها في عقول شباب ينساق وينجرف لكل ما يغرسه المبجل في عقولهم عن الإسلاموفوبيا، إنهم هؤلاء الخارجون عن أحكام دينهم يغتصبون ويعنفون نسائهم المسلمات ويرتكبون الفاحشة ، محاولا حشد وتجنيد أكبر عدد من البوذيين المتعصبين على العمل ضمن خلية إعلامية لنشر الفكرة والتأثير النفسي لأتباعها وقد صرح مخرج الفيلم في اللقاء الصحفي الذي عقب العرض أن أهم الوسائل التي اعتمدها البوذيون في نشر حقائبهم الزائفة عن الروهنغيا هو الصفحة الرسمية للبوذيين والتي يشرف على ما تقدمه من محتوى لتشويه مسلمين الروهنغيا “ويراثو” شخصيا فقد نجح في إنشاء منظمة “969” التي حققت بروبغندتها وهي التأثير استمالة الجيش الميانماري على إثر ما نشرته من ادعاءات بالصور أن الروهنغيا يستعطفون العالم بطرق ملتوية إذ يغتصبون نسائهم ويحرقون منزلهم ويتهمون غيرهم بذلك، هذه المنظمة التي سرعان ما تم منعها من النشاط ليستبدلها الموقر “ويراثو” بمنظمة العرق والنسل والسلالة والتي أسماها “ماتابا”.
هذا الفيلم الوثائقي “الموّقر و” عرض ايضا عدة خطابات للمبجل “ويراثو” والتي تحمل بعدا كبيرا من الحقد والكراهية خاصة خطابه سنة 2003 الذي حمل شحنة من التحضير على العنف والاضطهاد التي يجب أن يمارسها البوذيون على الروهنغيا والذي بدأت بعده تتصاعد نزعة الكراهية والعنف حيث سجلت خسائر بشرية في صفوف الروهنغيا وترحيل أزيد من 140 ألف منهم وحرق آلاف المنازل والأراضي التابعة لهم على مرمى أعين “ويراثو”.
أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد الفيلم صرح المخرج بربيت قائلا :(كان ضميري فطنا خلال طول فترة إنجاز الفيلم ، وعملت على أن يكون عمل وثائقيا مهما لا يعرض فقط الموقف البوذي، بل كذلك ما يحدث فالعالم خلال هذه الفترة خاصة مع ارتفاع صوت الشعبوية والقومية، ويجب التأكد والإيمان بأن “ويراثو” ليس الوحيد بل هناك الكثيرون مثله الذين يحرضون يميناً وشمالا وهذا هو الواقع الجديد الذي يعيشه العالم ).
الفيلم : سويسري فرنسي مدته 1ساعة و47 دقيقة من فئة الأفلام الوثائقية .