وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
ينتظر الآلاف من لاجئي الروهنغيا ما ستؤول إليه الأحداث عقب الانتخابات العامة البنغالية والتي من المزمع عقدها نهاية ديسمبر المقبل..
فوسط مصير مجهول محفوف بالمخاطر ينتظر هؤلاء المهجرين “الروهنغيا”، والذي سيحدد مصيرهم مع نتائج الانتخابات المقبلة.
“الروهنغيا” وهم أقلية مسلمة مضطهدة من النظام الميانماري، كانوا أرغموا على ترك بلدانهم قسرا بلا رحمة، في ميانمار قبل قرابة 15 شهرا، ليتوجهوا إلى الجارة بنغلادش، ومنذ ذلك التوقيت لم يتوقف الحديث عنهم، تارة بقرب ترحيلهم لبلدانهم، وأخرى بوضعهم على مناطق الحدود مع ميانمار، وثالثة تتحدث عن ضرورة تقنين وجودهم.
انتخابات بنغلادش
ومع بدأ العد التنازلي لإجراء الانتخابات العامة في بنغلادش، يترقب العالم أيضا، مصير الأقلية المسلمة “الروهنغيا” في تلك البلد.
وستجرى الانتخابات البنغالية في الـ 30 من ديسمبر بعد أن كان موعد إجراؤها منتصف الشهر ذاته.
وقال رئيس مفوضية الانتخابات في بنغلادش، إن البلاد ستؤجل الانتخابات العامة أسبوعا، على أن تجرى في 30 ديسمبر، بعد طلبات تقدمت بها أحزاب معارضة لإمهالها الوقت حتى تستعد.
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت الأسبوع الماضي، إجراء الانتخابات في 23 ديسمبر.
إرجاء موعد الانتخابات
وقال «ك. م نور الهدى» رئيس المفوضية الانتخابات، خلال مناسبة بالعاصمة داكا: بناء على طلب عدد من الأحزاب السياسية، تم إرجاء موعد الانتخابات العامة أسبوعا، على أن تجرى في 30 ديسمبر بدلا من 23 ديسمبر.
وقب أيام، قال مسؤول كبير في بنغلادش، إن خطط بلاده لمواجهة أزمة اللاجئين الروهنغيا توقفت حتى حلول العام الجديد إذ أنه ليس من المرجح تنفيذ برامج الترحيل والإعادة إلا بعد الانتخابات العامة المقررة أواخر العالم الحالي.
وقال أبو الكلام مفوض الإغاثة وترحيل اللاجئين في بنغلادش لرويترز إن هناك حاجة إلى “طريقة عمل جديدة” فيما يتعلق بالترحيل على أن تضع في الاعتبار مطالب اللاجئين الرئيسية.
وتقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 720 ألفا من الروهنغيا فروا من حملة عسكرية في ولاية أراكان بميانمار عام 2017.
ترحيل الروهنغيا
واتفقت بنغلادش وميانمار في أواخر أكتوبر على بدء ترحيل مئات الآلاف من مسلمي الروهنغيا الفارين لكن الخطة تواجه معارضة من اللاجئين الروهنغيا في بنغلادش وكذلك من مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجماعات الإغاثة التي تخشى على سلامة الروهنغيا في ميانمار.
ويمثل المسلمون في ميانمار 15% على الأقل من تعداد ميانمار البالغ 60 مليون نسمة، بينما يعيش حوالي 1.1 مليون شخص من عرقية الروهنغيا في ولاية أراكان لكنهم محرومون من المواطنة ويواجهون قيودًا حادة في السفر.
وفي تصريحات سابقة لـ”مصر العربية” قال الدكتور مصطفى السعداوي خبير القانون الجنائي والخبير في الشأن الدولي: إن القانون الجنائي الدولي خذل مسلمي الروهنغيا في ميانمار، متسائلاً: أين المجتمع الدولي وأين حقوق الإنسان، وأين منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية؟ للأسف يجب أن نقرأ الفاتحة على كل تلك الكيانات والمنظمات الدولية.
وأوضح خبير القانون الجنائي لـ”مصر العربية” أنَّ مجلس الأمن متواطئ مع حكومة ميانمار ضد المسلمين في إقليم أراكان، ففي هذا الإقليم يذبح المسلمون تحت غطاء الصهيونية العالمية.
وأشار السعداوي إلى أن الجيش الميانماري أغلق الحدود ووقف ترحيل المسلمين إلى الهند أو بنغلادش، ليتركهم فريسة للجماعات البوذية المتطرفة.
وقبل أيام، كانت تقارير أمريكية كشفت معاناة أقلية الروهنغيا المسلمة في ميانمار،
وكشف تحقيق للإدارة الأمريكية أن جيش ميانمار شن حملة مخططة ومنسقة تضمنت عمليات قتل واغتصاب جماعي وغيرها من الأعمال الوحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمين في البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
اضطهاد الروهنغيا
وقال مسؤولون أمريكيون إنه يمكن استخدام هذا التقرير، الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية واطلعت عليه رويترز قبيل نشره، في تبرير مزيد من العقوبات أو الإجراءات العقابية الأمريكية ضد سلطات ميانمار.
وجرى استقاء النتائج من أكثر من ألف مقابلة مع رجال ونساء من الروهنغيا الموجودين في مخيمات إيواء في بنغلادش المجاورة التي فر إليها ما يصل إلى 700 ألف منهم هربا من حملة عسكرية العام الماضي في ولاية أراكان.
وقال التقرير المؤلف من 20 ورقة “يظهر المسح أن أحداث العنف الأحدث في ولاية أراكان كانت مفرطة (في قوتها) وعلى نطاق واسع… ويبدو أنها كانت تهدف لإرهاب السكان وطرد الروهنغيا“. وأضاف ”نطاق وحجم العمليات العسكرية يشيران إلى تخطيط وتنسيق جيدين”.
ووصف ناجون ما شهدوه من تفاصيل مروعة تضمنت قتل جنود لأطفال ومنهم رضع وإطلاق النار على رجال عزل ودفن ضحايا أحياء أو إلقاءهم في حفر المقابر الجماعية. كما تحدثوا عن اعتداءات جنسية وعمليات اغتصاب على نطاق واسع مارسها جنود جيش ميانمار ضد نساء وكانت عادة في العلن.
ووصف شاهد خطف أربع فتيات وتقييدهن بالحبال واغتصابهن على مدى ثلاثة أيام. ووفقا للتقرير قال الشاهد إن الجنود تركوا الفتيات بعد أن نزفن بشدة وكن “نصف موتى”.
يذكر أن انتخابات بنغلادش الماضية منذ 4 سنوات، شهدت أحداث عنف دامية بينما قاطع الحزب المعارض الانتخابات.