الانتحار .. مهرب «الروهنغيا» من الترحيل إلى ميانمار

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-11-11 13:47:48Z | |
شارك

وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات

يبدو أن الأزمات التي يواجهها الروهنغيا لن تشهد نهاية قريبا، فبعد هروبهم من عمليات التطهير العرقي التي شنتها ضدهم حكومة ميانمار، واستقرارهم في معسكرات لاجئين في دولة بنغلادش المجاورة، تنوي حكومتا البلدين أن تمضيا قدما في خططهما التي تتضمن إعادة آلاف الروهنغيا إلى وطنهم هذا الأسبوع، على الرغم من اعتراضات الأمم المتحدة، وضد رغبات اللاجئين أنفسهم الذين تحدثوا عن “الرعب” الذي ينتظرهم عند عودتهم، ففي الأسبوع الماضي، خيمت أنباء عن وضع قائمة تضم 4355 شخصا من الروهنغيا المقيمين في مخيم “كوكس بازار” للاجئين لإعادتهم إلى بلادهم دون موافقتهم.

وأشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى أنه من المقرر أن تبدأ عمليات الإعادة يوم الخميس المقبل، في الوقت الذي لم يتم إبلاغ كل من في القائمة بوجود أسمائهم عليها، ومن غير الواضح كيف تم إعداد القائمة.

حيث قال اللاجئ الروهنغي محمد عياج، إن والده توفي متأثرا بأزمة قلبية الأسبوع الماضي بعد أيام من القلق والأرق، بسبب خوفه من إعادته قسرا إلى ميانمار، مضيفًا “قبل دقائق من وفاة والدي، قال لي أخفي إخوانك ولا تجعلهم يعودون إلى ميانمار، حيث سيواجهون العنف مرة أخرى”.

وكان أكثر من 700 ألف من الروهنغيا قد فروا عبر الحدود إلى بنغلادش، بعد حملة أمنية في ولاية أراكان في أغسطس 2017، والتي وصفتها بعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة في الآونة الأخيرة بأنها إبادة جماعية، قام بها جيش ميانمار وبعض البوذيين ضد الأقلية المسلمة، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الروهنغيا، وعثر محققو الأمم المتحدة على أدلة على حدوث عمليات اغتصاب وتعذيب جماعية.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن عددا من اللاجئين في مخيم “كوكس بازار” لجأوا إلى الانتحار خوفًا من إجبارهم على العودة إلى قراهم في ولاية “أراكان” في ميانمار.

حيث حاول ديل محمد، وهو لاجئ روهنغي، بالغ من العمر 60 عامًا، الانتحار بعد ساعات من معرفته أن اسمه كان على قائمة اللاجئين المقرر إعادتهم قسرًا إلى أراكان.

وفي يوم الثلاثاء الماضي، حاول حامد حسين البالغ من العمر 55 عامًا، الانتحار بعد أن أخبره مسؤول عن المعسكر تابع للحكومة البنجالية أنه سيتعين عليه العودة إلى قريته في أراكان.

وصرح أونغ ثورين وهو عضو في مؤسسة الاتحاد من أجل المساعدة الإنسانية وإعادة التوطين والتنمية في أراكان، لا تزال خطط عملية الإعادة غير شفافة، مضيفا أن المجموعة الأولى ستضم ألفي لاجئ سيتم إعادتهم إلى ميانمار برا وبحرا، على دفعات تضم 150 في اليوم الواحد.

وسيتم توطينهم في معسكر “هلا فون خاونغ” المؤقت في شمال ولاية أراكان، والذي يمكن أن يستوعب ما يصل إلى 30 ألف شخص، قبل نقلهم إلى قراهم الأصلية.

ولكن مع تدمير معظم قرى الروهنغيا أثناء أعمال العنف، ومصادرة معظم أراضي الروهنغيا لصالح البوذيين، تساءلت “الجارديان” حول كيف سيكون ذلك ممكنا؟

فعلى الرغم من بناء بعض “القرى النموذجية” الجديدة للروهنغيا، إلا أن لا الظروف التي سيعود إليها الروهنغيا غير واضحة، بسبب محدودية وصول الأمم المتحدة إلى المنطقة.

وفي الوقت الذي أصرت فيه بنغلادش على أن جميع عمليات الإعادة إلى ميانمار ستكون طواعية، هناك أدلة على الضغط على اللاجئين الروهنغيا المدرجين على القائمة، حيث يُخبرهم مسؤولون بنجال بأن عليهم أن يكونوا مستعدين للمغادرة، وأفاد العديد من اللاجئين بزيادة عدد قوات الأمن في المخيم.

وذكرت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كارولين جلوك، أن الوكالة “لن تسهل عمليات العودة أو توفر وسائل النقل، لأنها لا تعتقد أن الأوضاع في ولاية أراكان آمنة، أو أن حقوق الروهنغيا مضمونة”.

ويقال إن سبب الإعادة السريعة إلى ميانمار، هو ضغوط سياسية من بنغلادش وميانمار، حيث من المقرر إجراء انتخابات في بنغلادش في ديسمبر المقبل، ويمثل وجود مليون لاجئ في “كوكس بازار” قضية سياسية حساسة في البلد الفقير، ويقال أيضا إن الصين تمارس ضغوطا على ميانمار لبدء عودة اللاجئين إلى قراهم وتبرعت بألف منزل مجهز لاستقبال اللاجئين العائدين.

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.