الأمم المتحدة تدرب الروهينجا في بنغلادش لتعزيز الاعتماد على الذات

لاجئات من الروهينجا في بنغلادش أثناء جلسة تدريبية لتركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية " (صورة: UNHCR)
شارك

وكالة أنباء أراكان

تعمل الأمم المتحدة على تعزيز مهارات اللاجئين الروهينجا بمخيمات “كوكس بازار” في بنغلادش من خلال برامج تدريبية متخصصة، تتيح لهم فرص الالتحاق بوظائف تطوعية ومهارية داخل المخيمات، في خطوة نحو تحقيق الاعتماد على الذات في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة.

دورات مهنية
وقدمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 10 دورات تدريبية مهنية معتمدة من الحكومة البنغلادشية لفائدة اللاجئين الشباب، شملت مجالات متنوعة، مثل “تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية، والسباكة، وتشغيل آلات الخياطة، والعمل الصحي المجتمعي، والزراعة”، وغيرها من الدورات المهنية.

وبحسب تقرير نشرته مفوضية اللاجئين، فقد استفاد من هذه البرامج حوالي ثمانية آلاف شاب منذ عام 2022، نصفهم تقريباً من النساء، بينهن “سامودة خاتون” (19 عاماً)، التي ظهرت في التدريب وهي تثبت مفتاحاً كهربائياً على الحائط باستخدام مفك.

الأمم المتحدة تدرب الروهينجا في بنغلادش لتعزيز الاعتماد على الذات
تتدرب “سامودة خاتون” (على اليمين) على مهاراتها المكتسبة حديثاً أثناء جلسة تدريبية مخصصة للاجئين الروهينجا الشباب في مخيم “كوتوبالونغ” للاجئين في بنغلادش حول تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية (صورة: UNHCR)

ولم تكن تعلم ما الذي يمكنها فعله إن توقفت ألواح الطاقة الشمسية التي تضيء مأواها في مخيم “كوتوبالونغ” للاجئين عن العمل، أو كيفية إصلاح مروحتها إن انقطعت عنها الكهرباء.

وقالت سامودة: “أشعر بالرضا لأنني أصبحت قادرةً على إصلاح الألواح الشمسية بنفسي إن تعطلت، يمكننا استخدام هذه المهارة للحصول على وظيفة داخل المخيمات ومساعدة أسرنا”.

تمكين الشباب
وتتيح هذه البرامج للاجئين الحصول على مؤهلات تدريبية معتمدة بعد إكمال 360 ساعة تدريبية، ما يمكنهم من العمل في وظائف داخل المخيمات، ويُعترف بهذه المؤهلات أيضاً في ميانمار، التي يأمل الكثيرون العودة إليها يوماً ما.

وتُعد هذه التدريبات أحد الحلول لمواجهة نقص الفرص في المخيمات، حيث يُعاني الشباب من البطالة وغياب الأنشطة المنتجة، مما أدى إلى ارتفاع مستوى العنف والجريمة في السنوات الأخيرة.

ويشكل انعدام الأمن تهديداً واضحاً، وخاصة بالنسبة للشابات اللواتي يقضين معظم وقتهن داخل مآويهن نظراً للطبيعة المحافظة لمجتمعهن، ويمكن لمثل هذا التدريب أن يفتح أمامهن آفاقاً جديدة.

تحديات التمويل
خلال زيارته الأخيرة إلى بنغلادش، أشار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “فيليبو غراندي” إلى أهمية توفير المزيد من فرص التدريب المهني، خاصة بعد إعلان المانحين تجميد المساعدات الإغاثية.

الأمم المتحدة تدرب الروهينجا في بنغلادش لتعزيز الاعتماد على الذات
المفوض الأممي “فيليبو غراندي” يتحدث مع اللاجئين الشباب في أحد مراكز التدريب في مخيم كوتوبالونغ (صورة: UNHCR)

وأكد غراندي أن تعزيز مهارات اللاجئين الروهينجا وتوفير فرص العمل داخل المخيمات يسهم في تقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، وفي الوقت نفسه يعزز الأمان المجتمعي داخل المخيمات، لا سيما بالنسبة للشابات اللواتي يعشن في ظروف اجتماعية صعبة.

ومع استمرار وصول اللاجئين إلى المخيمات هرباً من العنف وانعدام الأمن المستمر في ولاية أراكان غربي ميانمار، دعا “غراندي” إلى بذل جهود أكبر لتعزيز السلام وخلق الظروف التي تسمح للروهينجا بالعودة إلى ديارهم بأمان وبشكلٍ طوعي.

وفي الوقت نفسه، ناشد “غراندي” المانحين بعدم نسيان اللاجئين الروهينجا أو المجتمعات في بنغلادش التي استضافتهم وشاركتهم مواردها الشحيحة على مدى السنوات الـ8 الماضية.

نحو مستقبل أكثر استدامة
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في منطقة “كوكس بازار” منذ فرارهم من حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها ضدهم جيش ميانمار عام 2017، ويعيش اللاجئون في أكبر مخيم للاجئين في العالم وأكثره كثافة سكانية، معتمدين بشكل كبير على المساعدات الإنسانية الدولية، في ظل منعهم من الحصول على وظائف رسمية خارج المخيمات.

وتُظهر البرامج التدريبية التي تقدمها الأمم المتحدة نموذجاً فعالاً لتحسين ظروف اللاجئين الروهينجا في المخيمات، ومن شأن هذا النوع من المبادرات أن يفتح آفاقاً جديدة للاجئين، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة داخل المجتمعات المضيفة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، بحسب مفوضية اللاجئين.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.