وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
كشف أعضاء قافلة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائرييّن، أن معاناة اللاجئين الرُوهنغيا في مُخيمات بنغلادش، تفاقمت حدّتها، لإصرار البوذييّن المُتطرفين على قمع مسلمي الروهنغيا، لدرجة صاروا يحرقونهم أحياء ويُبيدون عائلات بأكملها حسب شهادات العائدين من المخيمات.
كريم رزقي مسؤول العلاقات الدولية في هيئة الإغاثة :
اللاجئون الروهنغيا يشربون ماء لا نغسل به حتى أرجلنا!
وبدوره، أكد كمال رزقي، أن الوضع في مخيمات اللاجئين الروهنغيا ازداد سوءا عما شاهدوه في سفريتهم الأولى، حيث قال “البوذيون المتطرفون لا يزالون يمارسون أبشع أنواع الاضطهاد ضد شعب الروهنغيا، في ظل صمت المجتمع الدولي، إذ لا يزال الأطفال والنساء والشيوخ يتعرضون للقتل، وهو ما رفع عدد اللاجئين في المخيمات المنصوبة ببنغلادش مقارنة بالسنة الفارطة، حيث توافدت 7800 عائلة جديدة على المخيم “.
عائلة أحرقت حيّة فيما نجت الجدة والحفيدة مُشوهة
وبكل تأثر، اعتبر المتحدث أنه لكل خيمة روهنغية قصة تروي معاناة حقيقية، حيث سرد علينا رزقي قصة فتاة روهنغية أبكت من يسمعها، فالفتاة فقدتْ جميع أفراد أسرتها، ولم يتبق لها سوى الجدة، فقال “الفتاة وجدناها مشوهة بعد تعرضها للحريق، فعائلتها تم إحراقها من طرف البُوذيين المتطرفين، ولكنها رغم ألمها ووجعها قرأت علينا سورة الفاتحة”، ما جعله يؤكد وبتأثر كبير “أن من يملك مثقال ذرة من الآدمية، سيتأثر حتما لقصص معاناة الروهنغيا … فحتى الماء الذين يشربونه لا نغسل به نحن حتى أرجلنا…!!”
مُخيم اللاجئين مهدد بالردم تحت التراب اذا لم نتحرك سريعا
والخطر الذي يتهدد حياة اللاجئين الأيام المقبلة، يؤكد رزقي، هو وجود المخيم في منطقة مهددة بانجراف وانهيار التربة، خاصة وأن فصل الأمطار يبدأ هنالك شهر ماي المقبل، وهو ما جعله يتخوف من حصول كارثة بالمكان. فيما ستتواصل قوافل الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين، حيث قال رزقي “هم أمانة انسانية في رقابنا وواجب اسلامي، كما أنهم اخوتنا في العقيدة”.
وأطلقت جمعية العلماء مشاريع ذات أولوية بالمخيم، والمتمثلة في انشاء مدرسة ومستشفى، وبيوت خلاء، وحفر آبار الشرب، وانشاء قنوات الصرف الصحي، ودار للأيتام، ولكنها مشاريع غير كافية، وهو ما جعل أعضاء القافلة يناشدون الخيّرين والمُحسنين في الجزائر، خاصة من رجال الأعمال والصناعيين والمرقين العقاريين، بالمساهمة في إنشاء مشاريع مُماثلة بالمخيم “فبتكاتف الجهود تعمّ الفائدة” حسب تعبيره، فيما تستعدُّ الجمعية لإطلاق قافلة أخرى تزامنا مع شهر رمضان الكريم.
وتمنى رزقي أن يساهم المحسنون بأمور عينية ونقدية “ولم لا، انشاء أوقاف في المخيم، من حفر آبار الماء الشروب والذي يكلف 3 آلاف دولار، أو بناء خيم. وبشّر المتبرعين، بأجر الدنيا والآخرة، فعلى حسب قوله “أحب الأعمال إلى الله، أن تُغيث وتدخل السرور على قلب انسان محتاج”، كما ناشد المُكرّْرين الحج والعمرة، أن يتقوا الله في اخوانهم المحتاجين، فقال “هناك من يسرف ببذخ، وهنالك من يبذر، فلم لا نساهم بأموال الحج الثاني لإغاثة اخواننا في العقيدة” يقول رزقي.
كمال كانون عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء:
سفير بنغلادش بالجزائر مهد لنا الطريق لإغاثة إخواننا
بدا كمال كانون متأثرا جدا بعد زيارته الثانية للاجئين الروهنغيا، بعد ما وقف شخصيا على تواصل معاناة هذا الشعب المهجر من بلده، فالزيارة الأولى للقافلة كانت في 31 أكتوبر 2017 تلتها الثانية في شهر مارس 2018، فوقف كانون حسب تعبيره “على معاناة حقيقية للاجئين الروهنغيا بالمخيمات، فلا أدوية ولا ماء ولا ألبسة، وتتهددهم الكوليرا والملاريا”، مؤكدا أن قافلة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء لم تكن كافية لقرابة 2 مليون مسلم روهنغي مُهجر.
ومع ذلك لم يخف فرحته بما شاهده من سعادة مرتسمة على وجوه أطفال وشيوخ ونساء الروهنغيا، وهم يتسلمون المساعدات.
ولأنّ حجم المُعاناة كبير جدا بالمخيمات الموجودة في بنغلادش، حسب وصف المتحدث، فلا بد من تضافر الجهود وتحرك الشعب الجزائري “المعروف بنصرته للشعوب المظلومة، من الصحراء الغربية إلى قطاع غزة” حسب تعبيره، لرفع الغبن عن شعب مهدد بالموت جوعا وعطشا وبردا. ولم ينس كانون توجيه شكره لسفير بنغلادش بالجزائر، لاستقباله الحار أعضاء قافلة الإغاثة، فكان يستقبلهم حتى خارج أوقات عمله ” فبطلب من جمعية العلماء، منحَنا السفير تأشيرة الدخول ولعدة مرات، على غير العادة” حسب تعبير المتحدث.
الشيخ بن ساعد توهامي عضو جمعية العلماء:
إعانات غزة حولناها إلى الروهنغيا بعد منعنا من إدخالها
أثنى عضو لجنة الإغاثة وعضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين، الشيخ بن ساعد توهامي، على مجهودات مجمع “الشروق”، ساردا تفاصيل رحلتهم نحو مخيمات الروهنغيا في بنغلادش وكانت البداية بزيارة تفقدية استطلاعية في شهر أكتوبر 2017، رفقة وفد إعلامي من مجمع “الشروق” للوقوف على حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها هذا الشعب المضطهد، فهي ليست وليدة اليوم وبدأت تظهر عبر وسائل الإعلام إلى العلن ففي عام 1942 تعرضوا لمذبحة بشعة راح ضحيتها قرابة 100 ألف مسلم من الروهنغيا.
وكشف المتحدث أن جمعية العلماء كانت تسعى كباقي دول العالم للتخفيف من معاناتهم في ميانمار، لكن أهم سبب جعلهم يوجهون قافلة الإعانة هي المشاكل التي واجهتها قافلة الإعانة الرابعة الجزائر غزة، لكنهم اصطدموا بمشاكل حالت دون إدخالها رغم المجهودات المبذولة على مدار أزيد من 5 أشهر، ومساعيهم المختلفة لإدخال هذه الهبات لكن من دون جدوى فجميعها باءت بالفشل، ليقرروا عقب اجتماع جمع كافة أفراد لجنة الإغاثة تحويلها للروهنغيا في بنغلادش، وهو أفضل من عودتها للجزائر، ففي الظروف الراهنة كانوا في أمس الحاجة إليها.
ويواصل الشيخ توهامي، بعدها سافرنا في جولة استطلاعية لتفقد أحوالهم وهناك صدموا بالمأساة الحقيقية والظروف غير الإنسانية التي يعيشونها فحتى الحيوان أكرمكم الله يأبى عيشها، خصوصا ونحن في القرن العشرين أين يتغنى أصحابه بحقوق الإنسان وحريته، في وقت يرزح فيه الملايين في ظروف تفتقد لمقومات الحياة ومهما وصفنا هذه المعاناة لا يمكن أن نوفيها حقها، وأردف المتحدث في هذه الزيارة الأخيرة صدموا ولم يتوقعوا مصادفة أشخاص يعيشون مثل هذه الظروف المزرية لكن الوقوف عليها صعب للغاية.
8 حاويات إعانة ومشاريع خيرية في الأفق
قال عضو لجنة الإغاثة إن 8 حاويات تم تحويلها لبنغلادش تحتوي على أغذية، ملابس، مولدات كهربائية، أفرشة، سيارات إسعاف، مولدات كهربائية، وبعد الإجراءات الروتينية المتعلقة بالجمركة خرجت الحاويات وتم توزيع المساعدات، كما يعتزمون العودة خلال الأيام القليلة القادمة لتوزيع ما تبقى بحوزتهم من مساعدات تم إيداعها لدى مؤسسة العلامة فضل الله، زيادة على المشاريع الخيرية لمحسنين جزائريين كحفر الآبار، بناء المدارس، المساجد والتكفل بأكثر من 300 خيمة لعائلات الروهنغيا.
الروهنغيا فرحوا بالإعانات ولابد من ترحيلهم قبل ماي
أكد الشيخ التوهامي، حرصهم على بث الفرحة والسرور في نفوس الروهنغيا من خلال ما وزعوه وقد لمسوا ذلك، فهناك من فرح بكيلوغرام من التمر، قميص، عباءة غطاء كل شيء مهما كان بسيطا كانوا يقابلونه بفرحة عارمة، وفي اليوم الأخير لم يتمكنوا من التحكم في الوضع فقد تجمع عشرات الآلاف ممن كانوا ينتظرون للحصول على نصيبهم من الإعانات، لكنها تظل غير كافية فعددهم يفوق مليوني نسمة في ظروف معيشية معدومة، والمكان المتواجدون فيه مهدد بالخطر فموسم الأمطار سيبدأ في شهر ماي والمنطقة مهددة بالفياضانات والأعاصير.
سلطات بنغلادش ساعدتنا وخفضت لنا الرسوم الجمركية
خاض المتحدث في تفاصيل الإجراءات الإدارية التي قاموا بها في المطار والميناء رغم قلة الإمكانيات ومعاناة البنغاليين لكنهم قدموا تسهيلات للوفد الجزائري، ووقفوا بجانب إخوتهم رغم الفقر وقلة الإمكانيات فالحاويات لم تطل مدة إقامتها في الميناء إلا من أجل استيفاء كافة الإجراءات الروتينية اللازمة، كما تقدم الوفد الجزائري بطلب لتخفيض شيء من الرسوم وقد تجاوبت معه الجمارك البنغالية سريعا ووافقت عليه، ودخل الوفد بكل سلاسة وسهولة وخصص لهم مرافق من قبل مؤسسة العلامة “فضل الله” فكانت إجراءات عادية وسهلة وخلال عملهم في المخيمات وجدوا كل التطمينات والتسهيلات .
التأكد من سلامة المساعدات من مهام السلطات البنغالية
تحرص السلطات البنغالية على سلامة الروهنغيا حرصا شديدا، فقد نقل الوفد الجزائري 10 أطنان من معجون التمر وقد قامت السلطات البنغالية بمراقبة دقيقة للشحنة، وهو الإجراء الذي رحبت به جمعية العلماء فكانت بنغلادش الدولة الوحيدة التي فتحت حدودها واستضافت شعب الروهنغيا، ووفر جيشها كل التسهيلات لهم، وللمتطوعين الراغبين في مساعدتهم رفقة مؤسسة العلامة فضل الله وجمعية المناهل في الوقت الذي ترفض دول كإندونيسيا وماليزيا مد يد العون لهم.
الشعب الجزائري معروف بمساندته المستضعفين وسيقف مع الروهنغيا
ووجه الشيخ التوهامي، نداء المسلم لإخوانه المسلمين فقيمنا وعقائدنا وثقافتنا توجب علينا كمسلمين وجزائريين الوقوف مع هؤلاء المحرومين والمعدومين، خصوصا أن الشعب الجزائري معروف بوقوفه مع القضايا العادلة حتى ولو لم يكونوا من عقيدتنا ولم يكونوا مسلمين، فما بالك بإخوانهم من شعب الروهنغيا الذين هجروا وذبحوا وقتلوا لقولهم “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله”. فواجبنا الوقوف معهم لقوله صلى الله عليه وسلم : “من فرج على أخيه كربة من كرب الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة”.
ماليك شليحي عضو لجنة الإغاثة:
الظروف مأساوية ومن لم يشاهد بعينيه لن يعرف حجم المعاناة
اعترف عضو لجنة الإغاثة وعضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين، ماليك شليحي، بأن من لم يسافر للروهنغيا ولم ير بأم عينيه ما يعيشونه ليس بوسعه تصور حجم معاناة ومأساة اللاجئين هناك، وسط غياب شبه تام للمنظمات الدولية والعالمية فهم منسيون من قبل الدول العربية والإسلامية، لذا لابد على الشعب الجزائري الالتفاف حول قضيتهم ومساعدتهم.
فالشعب الجزائري المعروف بدعمه ونصرته للمسلمين المضطهدين في كافة أصقاع الأرض، مطالبون ومدعوون بشدة للوقوف مع إخوانهم الروهنغيا وعليهم عدم نسيان قضيتهم ودعمهم بكل ما استطاعوا.