انهيار الخدمات وارتفاع سوء التغذية يهددان نصف مليون طفل روهنجي بمخيمات بنغلادش

سيدة روهنجية تطعم طفلها المصاب بسوء التغذية داخل مخيم للاجئين في "كوكس بازار" ببنغلادش (صورة: UN)
سيدة روهنجية تطعم طفلها المصاب بسوء التغذية داخل مخيم للاجئين في "كوكس بازار" ببنغلادش (صورة: UN)
شارك

وكالة أنباء أراكان

حذرت منظمة “وورلد فيجن” من تفاقم أزمة إنسانية غير مسبوقة في مخيمات اللاجئين الروهينجا في بنغلادش، بعد ارتفاع معدلات سوء التغذية بنسبة 27%، حيث تعيش آلاف الأسر على أقل من 1000 سعرة حرارية يومياً، فيما تنهار الخدمات الأساسية ويغيب التعليم وتغلق العيادات والمدارس، ما يجعل تفشي الأمراض القاتلة مسألة وقت.

وقالت المنظمة في تقرير لها، الاثنين، تزامنا مع الذكرى الثامنة للإبادة الجماعية، إن موجة عنف جديدة في ميانمار منذ أواخر 2024 تسببت في تدفق 160 ألف لاجئ جديد إلى المخيمات في كوكس بازار، ما فاقم معاناة أكثر من 1.1 مليون لاجئ، بينهم 500 ألف طفل، يعيشون وسط نقص حاد في الغذاء والماء والمأوى، مع ارتفاع مخاطر الأمراض والاستغلال.

وأكدت أن الأزمة ناجمة بالأساس عن عجز تمويلي خطير، مشيرة إلى أن خطة الاستجابة المشتركة لم تتلق سوى 36% من 934 مليون دولار مطلوبة، الأمر الذي أجبر وكالات الإغاثة على تقليص خدمات منقذة للحياة للأطفال والعائلات.

وقال المدير الوطني لـ”وورلد فيجن” في بنغلادش “سورش بارتليت”: “منذ ثماني سنوات على فرارهم من ميانمار، أظهر الروهينجا صموداً مذهلاً في مواجهة معاناة لا تُحتمل، واليوم يهدد التقاء خطير بين تصاعد العنف وتخفيضات المساعدات وتفاقم الجوع بإطفاء آخر بصيص أمل لأكثر من نصف مليون طفل، معاناتهم الممتدة تستدعي دعماً دولياً عاجلاً ومستداماً”.

وأوضح نائب مدير استجابة الروهينجا في وورلد فيجن “محمد مفبزور الرحمن”، إلى أن المبادرات المبتكرة يمكن أن تقدم حلولاً، قائلاً: “رغم التحديات، فإن صمود مجتمع الروهينجا ملهم حقاً، مبادرات الاقتصاد الدائري لدينا لا تقتصر على معالجة النفايات، بل تخلق وظائف خضراء وتوفر موارد أساسية مثل المياه النظيفة، وتعيد للناس كرامتهم، هذه الابتكارات تُظهر ما هو ممكن، لكنها تحتاج إلى استثمارات كبيرة لتوسيع نطاقها وتجنب كارثة شاملة”.

وأشار بيان المنظمة إلى أن الاستجابة الإنسانية الخضراء في المخيمات تحول أكثر من 2200 طن من النفايات شهرياً إلى موارد عبر الاقتصاد الدائري تشمل شبكات مياه بالطاقة الشمسية تنتج 600 ألف لتر يومياً لـ38 ألف شخص، والتسميد للحدائق، وزراعة الأشجار، وصيانة الطاقة الشمسية، وإعادة تدوير النفايات في منتجات يدوية، ما وفر مئات الوظائف والمهارات.

كما شدد قائد وورلد فيجن لمنطقة جنوب آسيا والمحيط الهادئ “تشيريان توماس”، على الحاجة إلى تضامن عالمي عاجل، قائلاً: “هذه الأزمة اختبار عميق للتضامن العالمي، ومع استمرار تدفق اللاجئين، فإن العجز الحاد في التمويل يحد من قدرتنا على توفير أبسط الخدمات المنقذة للحياة للأطفال والمجتمعات، ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك ليس فقط بالأموال، بل بخطوات جريئة ورؤية طويلة الأمد”.

وتوجهت “وورلد فيجن”، بالشكر إلى شركائها، بينهم برنامج الأغذية العالمي (WFP)، ويونيسف، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، ووكالة التعاون الكورية (KOICA)، ومبادرة “التعليم لا يمكن أن ينتظر”، على دعمهم المتواصل في توفير الخدمات الأساسية لمئات الآلاف من الأطفال والعائلات.

وقد فر ما يزيد على مليون من الروهينجا من ولاية أراكان غربي ميانمار خلال السنوات الماضية بعدما شن جيش ميانمار حملة إبادة جماعية ضدهم في عام 2017، وأطلقت ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) حملة عسكرية للسيطرة على الولاية في نوفمبر 2023، طالتهم أيضاً بالعنف والتهجير والتجنيد القسري، ويعيش أغلبهم في مخيمات بنغلادش المكدسة فيما تسعى أعداد منهم للانتقال إلى بلدان أخرى بحثاً عن ظروف حياتية أفضل.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.