وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أطلقت مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة “إماراتية” برنامجها الدولي ” فتيات سفيرات السلام” في بنغلادش بالتعاون مع الشبكة العالمية للنساء صانعات السلام.
يستهدف البرنامج 400 فتاة وسيدة من عمر 16 عاما في بنغلادش من المجتمع المحلي و لاجئات الروهنغيا اللواتي يشكلن ما نسبته 53 % من سكان مخيم اللاجئين هناك البالغ تعداده 900 ألف لاجئ .
و يسعى البرنامج إلى مساعدة الفتيات والسيدات -خاصة الأمهات بدون معيل اللواتي تبلغ نسبتهن 16% هناك- على القيام بدورهن في بناء السلام والاستقرار ضمن بلدانهن من خلال المساهمة في مسيرة الارتقاء والتنمية والتعايش ونبذ العنف والتعليم والتمكين الاقتصادي.
جاء ذلك خلال زيارة خاصة قام بها وفد من إمارة الشارقة برئاسة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، لمخيم بالوخالي في مدينة كوكس بازار البنغالية حيث تم اطلاق الورشة التدريبية الأولى.
والتقى الوفد الفتيات المشاركات في البرنامج و قيادات محلية و ممثلين عن مؤسسات العمل الاجتماعي والاقتصادي الذين نوهوا إلى أهمية دور برنامج فتيات سفيرات السلام في توحيد الجهود ضمن المجتمعات المحلية ومؤسساتها ومنظمات المجتمع الدولي، للارتقاء بمكانة ودور المرأة وتمكينها من المهارات الحياتية والمهنية والريادية لمواجهة الأزمات وارتفاع البطالة وازدياد نزعات العنف والتطرف.
و يحظى البرنامج بدعم مؤسسات وأفراد من دولة الإمارات، وتقوم فكرته حول تأهيل وتمكين الفتيات والشابات باعتبارهن قياديات الحاضر والمستقبل وعنصر التغيير في مجتمعاتهن.
يأتي التركيز على الفتيات والسيدات اللاجئات من الروهنغيا بسبب الظروف الصعبة التي يعشنها كون 52% فقط من الفتيات اللاجئات من سن 6 إلى 14 يتلقين التعليم في المخيم فيما تهبط النسبة إلى 4% من سن 15 إلى 18 عاما.
يضم البرنامج مجموعتين الأولى تشمل فتيات شابات من سن 17 إلى 22 عاما سيحصلن على تدريب مكثف على مدار عام كامل في محو الأمية والإدارة المالية إلى جانب ورش في فنون التواصل الاجتماعي والتمكين الاقتصادي، والمجموعة الثانية تتضمن سيدات وأمهات سيتلقين التدريب ضمن البرنامج من قبل خريجات المجموعة الأولى في المجالات ذاتها.
ضم الوفد الزائر كلا من الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة الرياضي؛ وسعادة ساعد محمد المهيري سفير الدولة لدى جمهورية بنغلادش وسعادة ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة؛ وسعادة محمد خلف، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام؛ وسعادة مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير؛ وسعادة طارق علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة وسعادة ندى اللواتي عضو اللجنة التنفيذية في مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة؛ ولينا حمدان، مدير قسم البرامج والبحوث في مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة.
كانت “نماء” قد نفذت المرحلة الأولى من البرنامج في إندونيسيا عبر تدريب 62 فتاة على المهارات الحياتية اليومية إلى جانب الأعمال التطوعية الأخرى وفي مقدمتها التعامل مع الطوارئ والأزمات المفاجئة .
وشاركت الفتيات بعد التدريب في إجلاء الضحايا ومساعدة المنكوبين حين تعرضت إندونيسيا لإعصار تسونامي وقمن بتزويد العائلات بالمعونات والمواد اللازمة، ونجحن في إغاثة نحو 200 عائلة.
و قالت سعادة ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة : “تحظى جهود “نماء” على المستويين المحلي والدولي بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حيث شجعنا هذا الدعم على توسيع جهود “نماء” لتشمل مناطق وبلدانا مختلفة حول العالم تحتاج فيها المرأة إلى الدعم والتمكين، وليكون هذا البرنامج رسالة من الشارقة والإمارات إلى العالم”.
وأضاف بن كرم : ” تؤمن مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة بأن بناء القيادات النسوية المؤهلة بالمهارات الحياتية والاقتصادية والمهنية هو بمثابة بناء للمجتمع بأكمله فالفتيات التي يتم تأهيلهن، ينقلن الخبرات والتجارب لمحيطهن الاجتماعي فيصبحن نماذج لغيرهن من الفتيات والشباب، ويمكن اختصار هذه الفكرة بأن تأهيل فتاة واحدة هو تأهيل لعشرات الأسر”.
وأشارت بن كرم إلى أن برنامج “فتيات سفيرات السلام” سيستمر وسينتقل إلى دول أخرى نظرا لأهميته في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة وحملت جزءا كبيرا من مسؤوليتها على عاتق المرأة، ما يعكس إيمان العالم بقدراتها.. وشددت على أن النهوض بالمجتمعات عمل دقيق وهام في الوقت ذاته وأوضحت أن دور “نماء” في هذا السياق يندرج ضمن الدور الأكبر لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي تفوقت إنسانيا على مستوى العالم”.
كانت مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة قد أعلنت للمرة الأولى عن برنامج “فتيات سفيرات السلام” خلال مشاركتها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2016 .
و أسفرت اللقاءات بين “نماء” و” الشبكة العالمية للنساء صانعات السلام” عن التوصل إلى شراكة بين الطرفين لتنفيذ البرنامج خلال سلسلة من المراحل التي تشمل كل منها دولة مختلفة وذلك ترجمة للقناعة المتنامية لدى المؤسسات الدولية والإقليمية بضرورة تعزيز الجهود التنموية للقضاء على الأسباب الجذرية للأزمات، و أهمية تفعيل الدور العالمي للمرأة وتمكينها من التأثير إيجابا على ثقافة مجتمعها وواقعه الاقتصادي، كما يأتي بمثابة خطوة نوعية في مسيرة نماء نحو توسيع نطاق عملها الدولي مع المرأة لتشمل المزيد من المناطق التي تعاني الأزمات.
و يركز برنامج “فتيات سفيرات السلام” على أماكن تواجد لاجئي الروهنغيا في بنغلادش وإندونيسيا، نظرا لأعدادهم الكبيرة في كلا البلدين وحجم المأساة الإنسانية التي يعانونها بسبب نقص الإمدادات والخدمات، حيث استقبلت بنغلادش نحو 899 ألف من لاجئي الروهنغيا، وتعتبر مأساة لاجئي الروهنغيا من أكبر التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي ومنظماته، مما يستوجب تضافر الجهود الدولية الرسمية والخاصة لتوفير الدعم اللازم للحد من معانتهم.
(وام)