منظمات حقوقية تحث قادة آسيان على التحرك لإنهاء أزمة الروهينجا وتدهور الأوضاع بميانمار

وفود رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في القمة الخمسين للرابطة في أستراليا في مارس 2024 (صورة: Britannica)
وفود رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في القمة الخمسين للرابطة في أستراليا في مارس 2024 (صورة: Britannica)
شارك

وكالة أنباء أراكان

دعت منظمات حقوقية دولية وإقليمية قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، المجتمعين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه تدهور أوضاع حقوق الإنسان في ميانمار، والتحرك الجاد لمعالجة أزمة أقلية الروهينجا التي ألقت بظلالها على بنغلادش ودول المنطقة منذ عام 2017.

وطالبت المنظمات، في بيانات منفصلة صدرت عشية القمة، برفض الانتخابات “الصورية” التي يخطط المجلس العسكري الحاكم في ميانمار لإجرائها في 28 ديسمبر المقبل، معتبرة أن تلك الخطوة محاولة لإضفاء شرعية زائفة على سلطة عسكرية تواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين والمعارضين.

ويشارك في القمة، التي تستمر ثلاثة أيام، نحو عشرين من القادة والمسؤولين العالميين، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب رؤساء وحكومات الدول الأعضاء في آسيان: بروناي، كمبوديا، إندونيسيا، لاوس، ماليزيا، ميانمار، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، وفيتنام، فيما وتبحث القمة جملة من القضايا الإقليمية، أبرزها الأمن والاستقرار، والتنمية الاقتصادية، وتداعيات الحرب الأهلية في ميانمار.

وقالت منظمة البرلمانيين في آسيان من أجل حقوق الإنسان (APHR) في بيانها، إن المدنيين في ميانمار يعيشون وضعاً إنسانياً كارثياً، حيث يواجهون عنفاً واسع النطاق ونزوحاً جماعياً وانهياراً كاملاً في الخدمات الأساسية.

وأشارت إلى أن أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، في حين شُرد نحو 3.5 مليون بسبب الغارات الجوية المتواصلة وعمليات التدمير التي ينفذها الجيش.

وشددت المنظمة على أن أزمة ميانمار وأوضاع الروهينجا يجب أن تُعامل كأزمة إقليمية تتطلب استجابة جماعية من دول آسيان، داعية إلى تبنّي نهج يقوم على “الفيدرالية من القاعدة إلى القمة” من خلال دعم المبادرات المحلية، وإشراك حكومة الوحدة الوطنية، والجهات العرقية، والقيادات النسائية، والمجتمع المدني في حوار سياسي حقيقي يهدف إلى تحقيق انتقال ديمقراطي شامل.

وقال الرئيس المشارك للمنظمة “تشارلز سانتياغو”، إن على البرلمانيين في جنوب شرق آسيا وحلفائهم في العالم أن يتبنوا نهجاً يركز على الإنسان ويستند إلى حقوق الإنسان في كل المحافل الإقليمية والدولية، مؤكداً ضرورة إنهاء معاناة لاجئي الروهينجا في مخيمات كوكس بازار في بنغلادش، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في ظروف صعبة وغير إنسانية.

وأوضح المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في ميانمار “توم أندروز”، أن رابطة آسيان تقف عند مفترق طرق حاسم فيما يتعلق باستراتيجيتها تجاه مجلس ميانمار العسكري.

وأضاف أن جيش ميانمار تجاهل توافق آسيان المكوّن من خمس نقاط منذ توقيعه قبل أكثر من أربع سنوات، والآن يسعى إلى شرعنة انتخابات زائفة رغم استمرار سجن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، وحظر حرية التعبير والصحافة، واستمرار الهجمات العسكرية على المدنيين بلا توقف.

وأكد “أندروز”، أن الاعتراف بتلك الانتخابات سيكون تراجعاً خطيراً بالنسبة لميانمار ودفاعاً عن ما لا يمكن الدفاع عنه، داعياً قادة آسيان إلى تبنّي موقف موحد يرفض أي محاولة لتبييض جرائم المجلس العسكري أو منحها غطاءً سياسياً.

وفي السياق ذاته، قال مدير قسم المناصرة في آسيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش “جون سيفتون”، إن جيش ميانمار أثبت خلال السنوات الأخيرة أنه لا يمتلك أي نية أو قدرة على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، مشيراً إلى أن الجرائم الواسعة التي ارتكبها تشمل القتل خارج نطاق القانون، والاعتقالات التعسفية، وجرائم الحرب، وحلّ الأحزاب المعارضة وتجريم نشاطها السياسي.

ودعت المنظمة الحقوقية دول آسيان وشركاءها الدوليين إلى رفض فكرة إمكانية إجراء انتخابات ديمقراطية في الظروف الحالية، وعدم تقديم أي دعم سياسي أو لوجستي لمجلس ميانمار العسكري الذي يواصل قمع المعارضة وتهجير المدنيين.

وسبق أن دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” حكومات جنوب شرق آسيا إلى التصدي للأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان المستمرة في ميانمار قبيل قمم آسيان وقمة شرق آسيا المقرر عقدها في كوالالمبور بين 26 و28 أكتوبر 2025.

وفر ما يزيد على مليون من الروهينجا من ولاية أراكان غربي ميانمار خلال السنوات الماضية بعدما شن جيش ميانمار حملة إبادة جماعية ضدهم في عام 2017، وأطلق جيش أراكان (الانفصالي) حملة عسكرية للسيطرة على الولاية في نوفمبر 2023 طالتهم أيضاً بالعنف والتهجير والتجنيد القسري، ويعيش أغلبهم في مخيمات بنغلادش المكدسة فيما تسعى أعداد منهم للانتقال إلى بلدان أخرى بحثاً عن ظروف حياتية أفضل.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.