وكالة أنباء أراكان
أفاد تقرير صادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، بأن جيش ميانمار قتل قرابة 7100 شخص منذ انقلابه على السلطة في البلاد عام 2021 ثلثهم تقريباً من النساء والأطفال، كما رصد استمرار “الفظائع” بحق الروهينجا في ولاية أراكان غربي ميانمار.
ولفت التقرير إلى أن القتلى سقطوا في الفترة ما بين عام 2021 و20 أغسطس من العام الجاري، مضيفاً أن جيش ميانمار اعتقل أكثر من 29 ألف شخص لأسباب سياسية، فيما لا زال 22 ألفاً محتجزين في محاكم خاضعة لسيطرة الجيش دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
ويعد الروهينجا من بين أكثر الفئات تضرراً من انتهاكات جيش ميانمار، وقد أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان “فولكر تورك” عن قلقه البالغ إزاء استمرار الفظائع في ولاية أراكان غربي ميانمار، وتشابهها مع الفظائع التي تعرض لها الروهينجا هناك في عام 2017 ودفعت مئات الآلاف منهم إلى الفرار نحو بنغلادش.
وقال “تورك” إن جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) يتصرفان بإفلات شبه كامل من العقاب وهو ما سمح بتكرار الانتهاكات في حلقة لا نهاية لها من معاناة السكان المدنيين، مضيفاً أن مقاطع الفيديو والصور الواردة من أراكان توثق الموت والدمار واليأس المماثلين بشكل مؤلم للفظائع التي ارتكبها جيش ميانمار ضد الروهينجا عام 2017، وأضاف “يؤلمني بشدة أن أرى الأمر نفسه يتكرر”.
وتابع المفوض الأممي أن المدنيين من الروهينجا والراخين في أراكان يعانون من الأعمال العدائية واسعة النطاق وهجمات عشوائية يشنها جيش ميانمار ضد المدنيين، إضافةً إلى التهجير القسري والتجنيد الإجباري والاعتقالات التعسفية وتدمير الممتلكات والحرمان من المساعدات الإنسانية وغيرها من الفظائع التي تهدف إلى إرهابهم، وذلك حسبما نقلت شبكة “نيو إدج” البنغلادشية.
ووثق التقرير تصاعد الأعمال العدائية في أراكان والذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف، مؤكداً عبور قرابة 150 ألفاً من الروهينجا إلى بنغلادش منذ نوفمبر 2023، لينضموا إلى ما يقرب من مليون شخص يعيشون بالفعل في مخيمات، كما جدد “تورك” دعوته لإحالة ملف ميانمار بالكامل إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشيراً إلى استمرار انتهاكات القانون الدولي وانتشار الإفلات من العقاب، كما حث على الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية لما يقرب من ثلث سكان ميانمار الذين يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي هذا العام.
وغطى التقرير 14 شهراً حتى 31 مايو 2025 وسلط الضوء على أن ما يقرب من نصف وفيات المدنيين في جميع أنحاء ميانمار نجمت عن هجمات جوية، وتبني خطوات جديدة تشمل استخدام المتفجرات مع المواد الكيميائية والطائرات الشراعية لإسقاط الذخائر على المناطق المدنية.
وفر أكثر من مليون من الروهينجا من ولاية أراكان غربي ميانمار إلى بنغلادش المجاورة جراء تعرضهم للإبادة من قبل جيش ميانمار في 2017، ولأعمال عنف من قبل ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في 2023 الهادفة للسيطرة على الولاية، ويعيش الروهينجا في مخيمات منطقة “كوكس بازار” بنغلادش التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم وسط ظروف صعبة تدفع أعداداً منهم لخوض رحلات بحرية خطرة بحثاً عن حياة أفضل في دول أخرى.