“لجوء بين ضفتين” يعرض مأساة اللاجئين الروهنغيا

شارك

وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات

أقامت مؤسسة إنسان للأعمال الوثائقية أمس الأول معرض “لجوء بين ضفتين” والذي عرضت من خلاله مأساة اللاجئين الروهنغيا، حيث عكس بالصورة المبدعة والكلمة المؤثرة معاناة اللاجئين بين نهري بنغلادش وميانمار.

وفي هذا الصدد قال مؤلف الكتاب سليمان سلطان العجمي: مأساة الروهنغيا فرضت نفسها على المجتمع الدولي بقوة، خاصة بعد تصاعد أعمال العنف ضدهم في 25 أغسطس 2017م، مما دفع مئات الآلاف منهم للهروب واللجوء إلى بنغلادش.

وأوضح العجمي أن فكرة الكتاب كانت بعد الزيارة الأولى إلى اللاجئين الروهنغيا بصحبة المصور المحترف عبدالوهاب سعيد الأصبحي، والذي شخص الواقع في كل صورة التقطها، مشيراً إلى أنه وأثناء إغاثتهم للاجئين الروهنغيا وجدوا في كل أسرة مجموعة من الأفراد، لكل فرد فيهم قصة ورواية، وبين العجمي أن هذا ما دفعهم إلى إنشاء كتاب قصصي مصور يحكي واقعهم، ويصف معاناتهم، فكان كتاب “لجوء بين ضفتين”.

وتابع العجمي: هذا الكتاب جهد أدبي تناول أوضاع اللاجئين الروهنغيا في بنغلادش، وهو بمثابة دليل أن الأقليات الإسلامية وخاصة أقلية الروهنغيا تدفع الثمن الفادح لممارسات غير إنسانية أوصلتهم لما هم فيه من معاناة.

ومن جانبه بين المصور عبدالوهاب الأصبحي أن القضية ليست وليدة اللحظة، ولكن اشتداد وطأة الظلم عليهم هو ما جعلهم يلجؤون إلى بنغلادش، وأوضح أن مسلمي الروهنغيا في ميانمار في واقعهم المعاصر، وعبر تاريخهم الممتد منذ حوالي الألف وأربعمائة عام، وعلى أرضهم التاريخية، تعرضوا لإهدار كامل لحقوقهم الإنسانية، وإلى مآس واضطهادات متتالية، من أجل تهميشهم ودفعهم إلى الهجرة إلى خارج أرضهم، ولقد نالوا من القتل والتهجير ما لا يتصوره العقل !.. وكانت النتائج الملموسة لهذه المذابح: النقص الكبير في عددهم، بالإضافة إلى المرض والفقر والبؤس الذي عاناه من بقي منهم على قيد الحيا ة واللجوء إلى الدول المجاورة.

وأكد الأصبحي أن فكرة الكتاب نشأت أثناء رحلة إغاثية لتقديم المساعدات لهم، وأثناء التقاط الصور، فكانت كل صورة تحكي قصة وحكاية، فنشأت فكرة تصوير الواقع الميداني وتدوين القصص الإنسانية بأسلوب روائي في إصدار يحكي عن تلك المأساة. وأشار الأصبحي إلى أن الكتاب يضم بين دفتيه قصصاً مؤثرة من واقع أدب العمل الإنساني، إذ أنه يسرد من خلال الصورة الإنسانية تسلسل الأحداث التي مر بها اللاجئون، والمعاناة التي واجهوها، والمصاعب التي كابدوها، وعلى الرغم من مرافقة مترجم للوفد، إلا أن اللغة لم تكن حاجزاً في تعبير اللاجئين عن معاناتهم، حيث كانت تعابير وجوههم وتلويحهم بأيديهم ونبرات أصواتهم تغني عن وجود مترجم. وأكد الأصبحي: أن الكتاب لم يروِ كل ما سمعه من اللاجئين، ولا كل ما تم رؤيته وتصويره، إذ أن المعاناة والمأساة أكبر من أن يتضمنها كتاب أو تصفها قصة، مشيراً إلى أن هذه المأساة تضع الضمير العالمي على المحك، ومواجهة مسؤولياته في رفع الظلم وإزالة المظالم التي تحيق بأكثر من مليون إنسان.

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.