خليل الرحمن: لأول مرة نرى استعداداً دولياً جاداً لحل طويل الأمد لأزمة الروهينجا

المندوب السامي لقضايا الروهينجا في بنغلادش الدكتور خليل الرحمن (صورة: Daily Observer)
المندوب السامي لقضايا الروهينجا في بنغلادش الدكتور خليل الرحمن (صورة: Daily Observer)
شارك

وكالة أنباء أراكان

عُقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، يوم 30 سبتمبر، مؤتمر دولي رفيع المستوى خصص لبحث أوضاع أقلية الروهينجا المسلمة وغيرها من الأقليات في ميانمار، بمشاركة واسعة تمثلت في حضور ممثلين عن 70 دولة من مختلف القارات، أكدوا خلاله على ضرورة إيجاد حل دائم وشامل لأزمة الروهينجا التي طال أمدها.

وقال مستشار الأمن القومي للحكومة البنغلادشية والممثل الأعلى لقضايا الروهينجا “الدكتور خليل الرحمن”، في حوار مع موقع “Jago News”: “لأول مرة نرى في مثل هذا المحفل الدولي استعداداً حقيقياً من المجتمع الدولي لتوظيف إرادته السياسية بهدف التوصل إلى حل طويل الأمد لهذه الأزمة الإنسانية المزمنة، وهو ما يعد تطوراً بالغ الأهمية”.

وعن أبرز ما تحقق من المؤتمر، أوضح “الدكتور خليل الرحمن”، أن انعقاد هذا الحدث كان استجابة سريعة لطلب قدمه المستشار الرئيسي لحكومته العام الماضي إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر خاص بأزمة الروهينجا، مبيناً أن نتيجتين أساسيتين برزتا بوضوح خلال المناقشات.

وهما أولاً: ضرورة تمكين اللاجئين الروهينجا من العودة إلى وطنهم في ميانمار، حيث تعد الإعادة إلى الديار أولوية قصوى وأساس الحل، وثانياً: التأكيد على وجوب استمرار تقديم المساعدات الإنسانية والدعم الدولي لهم خلال فترة بقائهم في بنغلادش وحتى اكتمال عملية العودة الطوعية والآمنة.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي كان يركز في السابق على توفير المساعدات الإنسانية فحسب، أما الآن فهناك تحول نوعي يتمثل في إبداء استعداد لبذل إرادة سياسية من أجل إيجاد حل جذري ومستدام، معتبراً ذلك خبراً ساراً ومبشراً جداً بالنسبة للروهينجا، ويمثل تطوراً مهماً في مسار القضية.

وأضاف أن النقاشات خلال المؤتمر أظهرت درجة عالية من التوافق الدولي، حيث مُنح كل ممثل من الدول والمنظمات المشاركة ثلاث دقائق فقط لإلقاء كلمته، ومع ذلك فقد تكررت الرسائل نفسها على لسان الجميع، سواء من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أو منظمة التعاون الإسلامي، إذ شددوا جميعاً على نفس النقطتين الرئيسيتين وهما إعادة اللاجئين إلى وطنهم واستمرار الدعم الدولي، واصفاً هذا التوافق بأنه غير مسبوق ويمنح أسباب قوية للتفاؤل بشأن التعاون الدولي مستقبلاً.

وفيما يتعلق باستعداد اللاجئين للعودة وظروفهم الأمنية في ميانمار، أوضح “الدكتور خليل الرحمن” أن الأوضاع في ولاية أراكان تشهد تحسناً تدريجياً واستقراراً نسبياً، وأن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات سياسية حقيقية تتيح عودة اللاجئين.

وكشف أنّ نحو 85% إلى 90% من مناطق ولاية أرأكان تخضع حالياً لسيطرة ميليشيات أراكان البوذية، مشيراً إلى أن هناك قنوات تواصل منتظمة بين حكومته وجيش أراكان الذي أرسل له الأسبوع الماضي صوراً تُظهر عودة بعض النازحين داخلياً من الروهينجا من المخيمات إلى قراهم وبدء انخراطهم في مناقشات مع السلطات المحلية بشأن مستقبلهم.

كما لفت إلى زيارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين لمخيمات الروهينجا في بنغلادش مؤخراً، حيث لاحظ أن الكثير من اللاجئين لديهم رغبة حقيقية في العودة إلى ميانمار إذا توفرت لهم الضمانات الأمنية اللازمة.

وختم “الدكتور خليل الرحمن” حديثه بالإشارة إلى أن هناك تقدماً ملموساً في ملف إعادة الروهينجا إلى وطنهم، مؤكداً أنه لا يستطيع الإفصاح عن جميع التفاصيل في الوقت الراهن، لكنه أعرب عن أمله في صدور أخبار سارة قريباً، مشدداً على أن حكومته تعمل بكل جد لتحقيق انفراجة في هذه الأزمة خلال فترة ولايتها الحالية.

وخرج مؤتمر الأمم المتحدة الأممي في نيويورك بـ 7 توصيات من بينها ضمان العدالة والمحاسبة ضد مرتكبي الفظائع بحق الروهينجا، وإحالة الوضع في ميانمار إلى المحكمة الجنائية الدولية، ووقف العنف وخفض التصعيد.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا بمخيمات منطقة “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار في 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، وتفاقمت أوضاعهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.