وكالة أنباء أراكان
أكد خبراء وممثلون عن الروهينجا خلال مؤتمر دولي عُقد، السبت، في دكا، أن العودة الطوعية إلى ولاية أراكان بميانمار تمثل الحل طويل الأمد الوحيد لأزمة الروهينجا، تزامناً مع محدودية خيارات التوطين وإعادة التوطين على الصعيد الدولي.
وقال المفوض المساعد لشؤون الإغاثة وإعادة اللاجئين في كوكس بازار “أبو صالح محمد عبيد الله”، إن الحل لأزمة الروهينجا يكمن في ميانمار، مشيراً إلى أنه من بين الحلول الثلاثة التقليدية، تظل العودة الطوعية هي الحل المستدام الوحيد.
وأضاف حسبما أعلن موقع “jagonews24″، أن بنغلادش ليست في موقع يمكنها من دمج الروهينجا محلياً، وأن التوطين واسع النطاق غير واقعي في ظل التحولات السياسية الدولية وتصاعد المشاعر المعادية للمهاجرين، حيث لم يُعاد توطين سوى حوالي 5,500 شخص حتى الآن.
وشدد ممثلو الروهينجا الذين شاركوا افتراضياً من مخيمات اللاجئين في كوكس بازار، على رغبتهم القوية في العودة إلى وطنهم في أراكان بميانمار، مؤكدين ضرورة الاعتراف بهويتهم واستعادة حقوقهم في الجنسية كشرط أساسي للعودة الآمنة والكريمة.
وفيما يخص دور التكنولوجيا، قالت المساعدة الممثلة لشؤون الحماية في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بنغلادش “أستريد كاستلين”، إن التدخلات الرقمية مثل تسجيل البيانات البيومترية ضرورية ليس فقط للمساعدات الإنسانية، بل أيضاً لتحقيق حلول مستدامة، مشيرة إلى أن المفوضية بدأت في تسجيل اللاجئين الروهينجا بيومترياً في بنغلادش منذ عام 2018 بموجب مذكرة تفاهم مشتركة.
وشدد الدكتور “امتياز أحمد” في الجلسة الختامية على أهمية التعاون الإقليمي، وتقاسم المسؤوليات الدولية، والنهج القائم على العدالة لبناء الثقة في الجهود الجماعية لحل الأزمة، مشيراً إلى ضرورة النظر إلى وضع الروهينجا بصورة شاملة مع الاعتراف بدور الدول، وجيش ميانمار، والمجتمع المدني، وقطاع الأعمال.
من جانبه، قال مؤسس ورئيس مؤسسة SIMEC والضيف الرئيسي في الجلسة الختامية “المهندس سردار محمد شاهين”، إن الأكاديميين والمؤسسات البنغلادشية يجب أن يستمروا في إنتاج البحوث والمشاركة في صياغة السياسات لإيجاد حلول مستدامة لأزمة تمثل ضغطاً اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً هائلاً على بنغلادش.
وقد نظم المؤتمر، الذي حمل عنوان “الحلول المستدامة لأزمة الروهينجا: السياسات والممارسات”، من قبل مركز أبحاث SIMEC في سنغافورة ومعهد SIMEC للتكنولوجيا في بنغلادش، وضم جلسة افتتاحية، وجلسات عامة وموضوعية متوازية، وجلسة خاصة بالنشر الأكاديمي، وجلسة ختامية.
وجمع المؤتمر علماء وصانعي سياسات وممارسين إنسانيين وممثلي الروهينجا وإعلاميين ومسؤولين حكوميين من بنغلادش والولايات المتحدة وسنغافورة وألمانيا والهند، مع التركيز على محدودية الحلول الإنسانية قصيرة المدى والحاجة إلى حلول حقوقية وسياسية مستدامة.
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) في نوفمبر 2023.