وكالة أنباء أراكان
أكد السكرتير الصحفي لرئيس حكومة بنغلادش “شفيق الإسلام”، أن الحكومة المؤقتة نجحت في إعادة قضية الروهينجا إلى واجهة الاهتمام العالمي بعد أن كانت قد تراجعت خلال فترة الحكم السابقة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تُعد إحدى أبرز إنجازات الحكومة الحالية.
وقال خلال إحاطة إعلامية عُقدت، الخميس، في أكاديمية الخدمة الخارجية، إن الأزمة تحولت سابقاً إلى “قضية منسية”، لكن الحكومة المؤقتة استطاعت أن تجعلها مجددًا محور نقاش في المحافل الدولية، مضيفاً أن الحكومة بذلت جهوداً مكثفة لإعادة جذب انتباه العالم، ونجحت في ذلك.
وأوضح أن الحكومة عيّنت خليل الرحمن ممثلاً رفيعاً للمستشار الرئيسي محمد يونس، ليتولى بشكل مباشر متابعة ملف الروهينجا والعمل على إيجاد حلول عملية له.
وانتقد “شفيق” رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، قائلاً إنها ركزت على تسويق صورة “أم الإنسانية” بدلاً من تنفيذ خطوات حقيقية على أرض الواقع لمعالجة الأزمة، مشيراً إلى أن العالم بات اليوم أكثر إلماماً بأزمة الروهينجا بفضل التحركات الدبلوماسية الأخيرة، معرباً عن أمله في تحقيق نتائج إيجابية خلال الفترة المقبلة، حتى وإن لم تظهر هذه النتائج بشكل واضح حتى الآن.
ورغم مرور 8 سنوات على اندلاع الأزمة، لم يعد أي لاجئ من الروهينجا إلى ميانمار، في وقت ما تزال فيه معاناتهم قائمة، بل ازدادت سوءاً في بعض المناطق على جانبي حدود بنغلادش وميانمار، وسط تراجع في الاهتمام الدولي وتقلّص في التمويل الإنساني.
وفي السياق ذاته، سلّط “شفيق” الضوء على المؤتمر رفيع المستوى حول وضع مسلمي الروهينجا والأقليات الأخرى في ميانمار الذي عُقد على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية، حيث جرى التأكيد على خطورة الأزمة وضرورة التوصل إلى حل سياسي مستدام.
وخلال المؤتمر، طرح المستشار الرئيسي محمد يونس، مقترحاً من 7 نقاط دعا فيه المجتمع الدولي إلى الانتقال من مرحلة التصريحات إلى مرحلة الإجراءات العملية.
وشدد على أن الأزمة نشأت داخل ميانمار، ولا بد أن يُعالج حلها هناك، عبر توفير ظروف آمنة وكريمة تتيح العودة الطوعية للاجئين، مؤكداً أن الحل لا يمكن أن يقتصر على المساعدات الإنسانية، بل يحتاج إلى خريطة طريق سياسية وتعاون إقليمي وجدول زمني واضح لإعادة الروهينجا.
كما دعا إلى ممارسة ضغوط دولية فعالة على ميانمار وجيش أراكان لوقف العنف ضد الروهينغا والبدء بعملية إعادة مستدامة، بدءاً بالوافدين الجدد إلى بنغلادش والنازحين داخلياً.
وتستضيف بنغلادش قرابة 1.3 مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023.
