وكالة أنباء أراكان
دعت الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، إلى إعادة النظر في قرارها بشأن إنهاء برنامج الحماية المؤقتة (TPS) لمواطني ميانمار، بما في ذلك الروهينجا، الذين فرّوا من البلاد هرباً من العنف والانتهاكات.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان “فولكر تورك”، في بيان صادر من جنيف، الجمعة: “من الفادح لأي دولة إعادة المواطنين الميانماريين الذين فرّوا خوفاً بشكل قسري في ظل هذا السياق من انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة جداً، مؤكدأ على الالتزام الصارم بمبدأ عدم الإعادة القسرية.
ورفض المقرر الخاص للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في ميانمار “توم أندروز”، مبرر القرار الأمريكي باعتبار أن الانتخابات المقبلة في ميانمار لم تعد تعيق العودة الآمنة، واصفاً القرار بأنه اعتداء على حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.
وحذر من أن آلاف الأشخاص معرضون لمخاطر قصوى بينما يشرّع القرار نظاماً عسكرياً يستخدم أسلحة الحرب ضد المدنيين، مضيفاً أن الانقلاب العسكري جرّ البلاد إلى دوامة من العنف والقمع، وأن الانتخابات الصورية المزمع إجراؤها لا تعدو كونها مسرحية لترسيخ الهيمنة العسكرية.
من جانبه، قال جيريمي لورانس، المتحدث باسم مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن البيئة الحالية في ميانمار لا تسمح بإجراء انتخابات حرة أو شاملة أو ذات مصداقية بسبب الصراع المسلح، واستبعاد العديد من الأحزاب السياسية الكبرى، واعتقال أكثر من 30,000 معارض سياسي منذ 2021، بمن فيهم أعضاء الحكومة المنتخبين ديمقراطياً.
وكانت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أعلنت مؤخراً إنهاء برنامج الحماية المؤقتة لمواطني ميانمار، والذي يستفيد منه نحو 4,000 شخص، على أن يصبح القرار سارياً اعتباراً من 26 يناير 2026.
يُذكر أن برنامج الحماية المؤقتة أُنشئ عام 1990 ليتيح تصاريح عمل مؤقتة وحماية من الترحيل للمهاجرين من الدول التي تشهد صراعات مسلحة أو كوارث بيئية أو طوارئ تجعل عودتهم غير آمنة، وقد تم توسيع البرنامج بشكل كبير خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
ومنذ الانقلاب العسكري في ميانمار عام 2021، شهدت البلاد صراعات مسلحة وعدم استقرار سياسي، وقد خاضت ميليشيات مسلحة مواجهات مع الجيش الذي له تاريخ طويل في اضطهاد الأقليات، بما في ذلك مسلمو الروهينجا.
وقالت الأمم المتحدة، إن جيش ميانمار قتل نحو 6,500 مدني حتى مارس 2025، وأدى العنف إلى نزوح أكثر من 3.5 مليون شخص، فيما تشير إحصاءات الحكومة الأمريكية إلى أن عدد المسجلين حالياً في برنامج الحماية المؤقتة لميانمار يبلغ 3,969 شخصاً، ومن المقرر أن ينتهي البرنامج في أواخر يناير ما لم تتدخل المحكمة.