وكالة أنباء أراكان
حذّرت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى ميانمار “جولي بيشوب”، الثلاثاء، من أنّ القتال العنيف بين جيش ميانمار والحركات الانفصالية يشكّل عقبة لا يمكن تجاوزها أمام عودة لاجئي الروهينجا الذين نزحوا عن ديارهم قبل أكثر من 8 سنوات.
وقالت “بيشوب” في كلمتها، إن الروهينجا يتطلعون للعودة إلى وطنهم في ولاية أراكان لإعادة بناء حياتهم والمشاركة في قيادة مجتمعاتهم، لكن تصاعد الصراع يعرقل هذه العودة ويهدد مستقبلهم.
وتُعدّ ولاية أراكان غربي ميانمار والمجاورة لبنغلادش، مسرحاً لقتال دموي بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية منذ الانقلاب العسكري في عام 2021 الذي أطاح بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
ويواجه الروهينجا ظروفاً معيشية متدهورة وخطيرة منذ نوفمبر 2023، مع استمرار العنف في ولاية أراكان، التي كانت تاريخياً موطنهم الرئيسي.
وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد اتّهم جيش ميانمار وميليشيات أراكان بارتكاب جرائم فظيعة ضد الروهينجا دون عقاب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ما زاد من المخاوف بشأن فرص عودتهم الطوعية والآمنة.
وتعرّض الروهينجا لحملات اضطهاد استمرت عقوداً، بلغت ذروتها في حملة عسكرية عام 2017 وصفتها بعض الدول بأنها “إبادة جماعية”، وأجبرت مئات الآلاف على الفرار إلى بنغلادش، حيث يعيشون في مخيمات مكتظة حتى اليوم.
وانطلق اليوم مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن الروهينجا والأقليات الأخرى في ميانمار على هامش أعمال الجمعية العامة رقم 80 للأمم المتحدة بحضور وفود دولية ودبلوماسية وحقوقية، ويظل الروهينجا بين الأمل والترقب لنتائج هذا المؤتمر الفريد من نوعه، أملاً في أن يضع نهاية لأزمة استمرت عقوداً، كما تجمع المئات من لاجئي الروهينجا في مخيمات بنغلادش قبل أيام لتوجيه نداء عاجل إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق العدالة والاعتراف بحقوقهم.