“يونيسف” تحذر من تفاقم أزمة الروهينجا: نصف الأطفال معرضون لسوء التغذية والأمراض

عدد من أطفال الروهينجا يحملون حقائب دراسية عليها شعار منظمة الأمم المتحدة للطفولة (صورة: UNICEF)
عدد من أطفال الروهينجا يحملون حقائب دراسية عليها شعار منظمة الأمم المتحدة للطفولة (صورة: UNICEF)
شارك

وكالة أنباء أراكان

حذرت “يونيسف” في تقرير الحالة الإنسانية للفترة من 1 يناير إلى 30 سبتمبر 2025، من تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيمات الروهينجا المكتظة في بنغلادش، حيث يعيش قرابة 1.2 مليون لاجئ، نصفهم من الأطفال، وسط ارتفاع مخاطر سوء التغذية، وتفشي الأمراض، وانعدام الأمان، إضافة إلى انقطاع التعليم نتيجة نقص التمويل.

وقالت إن 604,728 طفلاً من الروهينجا يحتاجون إلى المساعدة، فيما يحتاج 1,162,939 لاجئاً من الروهينجا إلى دعم عاجل وفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وأضافت “يونيسف” أنها تمكنت من الوصول إلى 563,033 شخصًا (44% من هدف نداء الطوارئ لعام 2025) من خلال خدمات منقذة للحياة، بما في ذلك علاج 907 أطفال من سوء التغذية الحاد، وتطعيم 87,898 رضيعاً، وتوفير مياه وصرف صحي لنحو 561,000 لاجئ.

وأوضحت أن التمويل المستلم حتى سبتمبر 2025 بلغ نحو 93.7 مليون دولار، مع وجود فجوة تمويلية بقيمة 50.8 مليون دولار، وهو ما يهدد استمرارية الخدمات الحيوية، لا سيما في مجالات التعليم والمياه والصرف الصحي.

وأشارت إلى أن الوضع الأمني في المخيمات هش، مع توترات حدودية وحوادث داخل المخيمات، إضافة إلى كوارث طبيعية أو بشرية سجلت 2,567 حادثاً أثرت على 23,187 أسرة و110,659 شخصاً، من بينهم 57,543 طفلاً، لافتة إلى أن هذه الأزمات أسفرت عن 32 حالة وفاة، و210 إصابات، و5 مفقودين، بينما تعرض 10,671 شخصاً للنزوح الثانوي.

وفي جزيرة بهاسان تشار، تأثرت 382 أسرة و1,311 شخصاً بسبب 227 حادثة “حرائق، غرق، عواصف رياح، وصواعق”، حيث أصيب 175 شخصاً وتوفي 9 أشخاص، من بينهم 3 أطفال.

كما لا تزال حالات الطوارئ الصحية العامة تشكل تهديداً كبيراً، حيث تم تسجيل 7,960 حالة مؤكدة و6 حالات وفاة بمخيمات الروهينجا، أي بانخفاض بنسبة 34.8% مقارنة بنفس الفترة في 2024، جزئيًا نتيجة إجراءات الوقاية المستهدفة.

أما الإسهال المائي الحاد (AWD)، فقد أصاب المخيمات أيضاً، ما يمثل تهديداً كبيراً لصحة الأطفال ويزيد من الحاجة إلى تدخلات عاجلة في مجالات المياه والصرف الصحي.

ولا يزال الأطفال معرضين بشدة للخطر سواء في المخيمات أو في المجتمعات المضيفة، ويواجهون مخاطر من تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه، وسوء التغذية، وضعف الخدمات الصحية، وانقطاع التعليم، مع زيادة مخاطر عمالة الأطفال، والتجنيد القسري من قبل الجماعات المسلحة، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وشددت “يونيسف” على أن الدعم المستدام والعاجل لا يزال ضرورياً لضمان بقاء الخدمات الحيوية للأطفال، مع التركيز على توفير التعليم والمياه والصحة والحماية، مشددة على ضرورة تعزيز الشراكات مع الحكومات والمانحين لضمان تمويل طويل الأمد يحمي حقوق الأطفال ويستمر في استدامة العمليات الإنسانية في بنغلادش.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا بمخيمات منطقة “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار في 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، وتفاقمت أوضاعهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.