وقف التمويل الأمريكي يعرقل الخدمات بمخيمات الروهينجا في بنغلادش

إغلاق بوابات أحد مراكز دعم المعاقين في مخيمات الروهينجا في بنغلادش، 10-2-2025 (صورة: Benar News)
إغلاق بوابات أحد مراكز دعم المعاقين في مخيمات الروهينجا في بنغلادش، 10-2-2025 (صورة: Benar News)
شارك

وكالة أنباء أراكان 

أكد عدد من المسؤولين في بنغلادش أن أكثر من عشرة مرافق تقدم الرعاية الصحية للاجئي الروهينجا اضطرت لوقف عملياتها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما حرم الآلاف من الخدمات الصحية الأساسية وفاقم ظروفهم السيئة بالفعل في مخيمات “كوكس بازار”.

وعزا بعض المسؤولين البنغلاديشيين عمليات الإغلاق إلى قرار الإدارة الأمريكية الجديدة الشهر الماضي بتجميد المساعدات الأجنبية لمدة 90 يوماً، مشيرين إلى أن القرار أثر على العديد من الخدمات التي تساعد لاجئي الروهينجا والمجتمعات المضيفة في بنغلادش ومنها الصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم وسبل العيش.

ونقلت شبكة “بينار نيوز” الآسيوية عن مسؤول في وكالة حكومية بنغلادشية تشرف على احتياجات اللاجئين إن ثلاث مرافق تديرها “لجنة الإنقاذ الدولية” (IRC) أغلقت أبوابها تمامًا بينما قد تتوقف اثنتان أخريان عن العمل بحلول نهاية شهر مارس.

وأكد مفوض إغاثة وإعادة اللاجئين في بنغلادش محمد ميزان الرحمن أن عمليات قرابة 14 مركزاً مختصاً بالإعاقة في جميع أنحاء المخيمات توقفت بعد تجميد التمويل الأمريكي، ما أدى أيضاً إلى تسريح العديد من موظفي الرعاية الصحية، وأن تعليق التمويل الأمريكي سيؤثر على المرافق الطبية الأخرى في المخيمات.

لاجئة روهنجية جاءت بحثًا عن العلاج الطبي في مجمع "تكناف" الصحي في مخيمات بنغلادش، 10-2-2025 (صورة: Benar News)
لاجئة روهنجية جاءت بحثًا عن العلاج الطبي في مجمع “تكناف” الصحي في مخيمات بنغلادش، 10-2-2025 (صورة: Benar News)

وفي السياق ذاته، قال المسؤول الطبي في مجمع تكناف الصحي الحكومي “إينامول حق” إن مجموعة بحثية صحية أخرى، وهي المركز الدولي لأبحاث أمراض الإسهال (ICDDR) أوقفت أعمال مساعدة اللاجئين ما يؤثر عليهم بشكل كبير في ظل نقص مراكز الرعاية الصحية.

كما كشف مسؤول معني بخدمات الرعاية الصحية في المخيمات في 11 فبراير الجاري أن المرافق الصحية الحالية للاجئين قلصت خدماتها بنسبة تصل إلى 25٪ منذ توقف التمويل الأمريكي.

وقال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في بنغلادش (UNFPA) “ماساكي واتابي” في بيان: “كانت الولايات المتحدة من بين شركائنا الثابتين في الاستجابة للاجئي الروهينجا، ونحن نظل ممتنين ومتفائلين بأن الدعم التمويلي سيستأنف قريباً لضمان استمرار حصول نساء اللاجئين والمجتمع المضيف في تلقي المساعدة الحاسمة للحفاظ على صحتهن وسلامتهن وكرامتهن في بنغلادش”.

وتعد الولايات المتحدة هي المتبرع الأكبر للاستجابة الإنسانية للروهينجا، فوفق بيانات الأمم المتحدة، قدمت أمريكا للروهينجا العام الماضي 301 مليون دولار أمريكي وهو ما يمثل 55% من التمويل الأجنبي الذي بلغ 548.9 مليون دولار أمريكي.

وكانت بنغلادش أعربت عن قلقها إزاء انخفاض التمويل الدولي للاجئي الروهينجا، كما طالبت الكويت بزيادة دعمها إلى مسلمي الروهينجا في بنغلادش لتعويض النقص المحتمل في حال أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على وقف تمويل ودعم قضيتهم نهائياً.

صدمة لمجتمع اللاجئين

اللاجئ الروهنجي محمد حسن المحروم من العلاج في مخيمات بنغلادش، 10-2-2025 (صورة: Benar News)
اللاجئ الروهنجي محمد حسن المحروم من العلاج في مخيمات بنغلادش، 10-2-2025 (صورة: Benar News)

وألقت تلك التغيرات بظلالها على مجتمع لاجئي الروهينجا في “كوكس بازار” حيث شكا اللاجئون من تأخر حصولهم على الرعاية والعلاج بسبب تعرقل عمل المنظمات الصحية.

وقال اللاجئ محمد حسن (40 عاماً) إنه ربما لن يتمكن من المشي مرة أخرى بعدما تعرقل حصوله على الرعاية الطبية والعلاج الطبيعي، وكان حسن قد بُترت ساقه بعد أن أطلق جندي من جيش ميانمار النار عليه إبان حملة الإبادة ضد الروهينجا في ميانمار عام 2017 وأصيبت ساقه الأخرى بالشلل.

كما قال اللاجئ الروهنجي حسين (47 عاماً) إنه اعتاد مع ابنه مريض الشلل زيارة إحدى المنظمات المختصة بدعم المعاقين للحصول على العلاج كل عشرة أيام، لكن رفضت المنظمة استقبالهم بداية الشهر الجاري بسبب التوقف عن تقديم الخدمات.

ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات منطقة “كوكس بازار” ببنغلادش، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، بعدما فروا جراء تعرضهم لحملة إبادة جماعية شنها جيش ميانمار ضدهم منذ عام 2017، كما تزايدت موجات النزوح منذ تجدد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) منذ نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.