وكالة أنباء أراكان
زار وفد رفيع المستوى من البرلمانيين الكنديين مخيمات اللاجئين الروهينجا في منطقة كوكس بازار ببنغلادش، الأحد، بهدف الاطلاع المباشر على أوضاع اللاجئين ونقل أصواتهم ومعاناتهم إلى دوائر صنع القرار في كندا، في وقت تتراجع فيه المساعدات الدولية.
وضمّ الوفد السيناتورة سلمى عطالله جان، وعضو البرلمان سلمى زاهد، وعضو البرلمان سمير زبيري، حيث أجروا لقاءات مباشرة مع الأسر والأطفال والشباب والقادة، واطّلعوا على التحديات الإنسانية والأمنية التي تعيشها المجتمعات اللاجئة، وفقا لما أعلنته صحيفة “Daily Sun”.
وخلال الزيارة، استمع الوفد إلى مطالب واضحة من الروهينجا، أبرزها الحق في العودة الآمنة والكريمة إلى ميانمار، وتأمين التعليم للأطفال، والحماية من الاتجار بالبشر، إضافة إلى إيجاد حلول طويلة الأمد بدل الاكتفاء بالمساعدات الطارئة.
وأعربت النائبة سلمى زاهد، عن تأثرها الشديد بعد استماعها لشاب من الروهينجا تحدث عن رغبة شعبه في العودة إلى وطنه، مؤكدة أن اللاجئين لا يريدون البقاء في المخيمات إلى الأبد، بل يبحثون عن الكرامة والأمان والمستقبل.
كما حذّر النائب سمير زبيري من تصاعد خطر الاتجار بالبشر داخل المخيمات، بعد سماعه شهادات من فتيات وناجيات، مشيراً إلى أن هذا الخطر يشكّل “أزمة داخل أزمة” تتطلب تحركاً دولياً عاجلاً.
ومن أبرز اللقطات المؤثرة في الزيارة، حديث فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً عن حلمها في أن تصبح معلمة، وخوفها من ضياع هذا الحلم بسبب نقص التعليم، قائلة: “العالم نسيَنا.. نحن أيضاً نريد مستقبلاً”، وهو ما تعهّدت السيناتورة عطالله جان بنقله إلى مجلس الشيوخ في كندا.
الزيارة نُظّمت بقيادة منظمتَي “هيومن كونسيرن إنترناشيونال” و”هيومن كونسيرن الولايات المتحدة”، حيث أكدت المنظمتان أن الاعتماد على “الدبلوماسية الإنسانية” بات ضرورة، من خلال إشراك صناع القرار في الميدان بدل الاكتفاء بالتمويل عن بُعد.
وقال مسوم محبوب، الرئيس التنفيذي لـ”هيومن كونسيرن أمريكا”، إن الزيارة تمثل نقطة تحول في طريقة تعامل الجهات الإنسانية في أمريكا الشمالية مع الأزمات، مؤكداً أن نقل صوت الضحايا مباشرة إلى صناع القرار هو السبيل لصياغة استجابات أكثر عدلاً وفاعلية.
من جهتها، شددت الرئيسة التنفيذية العالمية للمنظمة، محمودا خان، على أن معاناة الروهينجا لا تتعلق بالمساعدات فقط، بل بالكرامة وسبل العيش، مؤكدة أن العالم تجاوز القضية بينما لا يزال اللاجئون عالقين في المجهول.
يُذكر أن نحو مليون من الروهينجا يعيشون في مخيمات كوكس بازار منذ فرارهم من الاضطهاد في ميانمار قبل سنوات، في واحدة من أكبر أزمات اللجوء في العالم.