وفاة لاجئ روهنجي تكشف سوء إدارة توزيع الغذاء وتفجر غضباً بمخيمات بنغلادش

أحد مخيمات لاجئي الروهينجا في منطقة "كوكس بازار" في بنغلادش (صورة: npr)
أحد مخيمات لاجئي الروهينجا في منطقة "كوكس بازار" في بنغلادش (صورة: npr)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص

شهد مخيم اللاجئين الروهينجا رقم 18 في كوكس بازار مأساة إنسانية، بعد وفاة اللاجئ “شوفي الله”، إثر إصابته بإرهاق شديد وضغط نفسي خلال انتظاره في مركز التوزيع العام للغذاء (GFD) في المخيم 17، وسط فوضى وزحام شديدين.

ووفقاً لرواية أسرته، غادر “شوفي الله” مأواه في وقت مبكر من صباح اليوم، عند الساعة 2:30 فجراً، ليحجز مكاناً في طابور توزيع الغذاء أملاً في تجنب الازدحام، إلا أنه وجد مئات اللاجئين قد سبقوه.

وأفاد شهود عيان، بأن الطابور كان غير منظم، مع ساعات طويلة من الانتظار في ظروف قاسية، ودون أي دعم خاص للمرضى وكبار السن.

وتشير تقارير محلية إلى أن إجراءات منظمة “وورلد فيجن” المدعومة من برنامج الأغذية العالمي (WFP) للضغط من أجل تسريع عمليات التوزيع لتحقيق أهداف يومية وأسبوعية، ساهمت في خلق أوضاع غير آمنة ومكتظة، يُعتقد أنها كانت سبباً مباشراً في الحادث المأساوي.

وأثارت الحادثة موجة من الغضب والاستياء بين اللاجئين، وأعادت تسليط الضوء على سوء الإدارة وتجاهل مبدأ “عدم الإضرار” الذي يُلزم الوكالات الإنسانية بحماية سلامة وكرامة المستفيدين قبل أي اعتبارات أخرى.

وطالب قادة المجتمع في المخيم بفتح تحقيق عاجل وشامل في ملابسات الحادثة، مع ضرورة محاسبة المسؤولين عنها وإجراء إصلاحات فورية في آليات توزيع الغذاء لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.

وقال أحد سكان المخيم 18 لـ”وكالة أنباء أراكان”: “فقدنا حياة ليس بسبب الجوع، بل بسبب نظام فشل في احترام كرامة الإنسان، نحن بشر ولسنا أرقاماً في سباق لتحقيق أهداف إحصائية”، معتبراً أن الحادثة بمثابة جرس إنذار للوكالات الإنسانية لإعادة النظر في سياساتها.

ويأمل اللاجئون أن تفضي هذه المأساة إلى تغييرات حقيقية تضع سلامة الإنسان وكرامته فوق أي أهداف كمية أو إدارية، مؤكدين أن كل حياة، مهما كانت فقيرة أو نازحة، تستحق الحماية والاحترام.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.