وكالة أنباء أراكان | خاص
حقق طالب من الروهينجا إنجازاً تعليمياً بارزاً داخل مخيمات اللاجئين في كوكس بازار ببنغلادش، بعد حصوله على المركز الأول في امتحان منتصف العام بين أكثر من 70 مدرسة عاملة داخل المخيمات.
كان الطالب “مجيب الرحمن” يعيش في قرية “كيت يو بين” شمال بلدة مونغدو في ولاية أراكان، وفرّ مع أسرته من ميانمار عام 2017 بسبب العنف الذي نفّذه جيش ميانمار (المجلس العسكري الحاكم)، ليستقر في مخيمات كوكس بازار.
وبعد وصوله، واصل تعليمه في مخيم 06 بمدرسة Rohingya Ideal Private High School (RIP)، وهو حالياً طالب في الصف الثاني عشر.
وأفادت مصادر تعليمية داخل المخيمات لـ”وكالة أنباء أركان” أن هيئة الامتحانات نظّمت امتحان منتصف العام في أكتوبر الماضي، شارك فيه طلاب من أكثر من 70 مدرسة، وتمكّن “مجيب” من إحراز المركز الأول بمجموع 463 درجة.
ويعتمد الطالب على نظام دراسة منتظم يجمع بين الحضور اليومي للمدارس، والمذاكرة الفردية، والدراسة الجماعية مساءً، في ظل استعداد متواصل للامتحانات النهائية، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون.
وأكد “مجيب” أن كثيراً من الطلاب يملكون قدرات عالية، لكن الظروف المعيشية والمسؤوليات الأسرية تمنع بعضهم من التفرغ الكامل للدراسة، مشدداً على أن التعليم يبقى الأمل الأهم لشباب الروهينجا في بناء مستقبل أفضل.

وفي سياق متصل، قال الأستاذ “محمد طارق”، مدير مدرسة “روهينغا آيديا الخاصة الثانوية”، إن التعليم يواصل إثبات قدرته على إحداث فرق حقيقي داخل مخيمات اللاجئين، رغم التحديات الصعبة التي يعيشها المجتمع الروهينغي منذ سنوات.
وأوضح طارق، وهو من قرية “بورا شيدا بارا” شمال بلدة مونغدو بولاية أراكان في ميانمار، أنه يقيم في مخيمات لاجئي الروهينغا في بنغلاديش منذ عام 2017، بعد تهجيره القسري، مشيراً إلى أنه أكمل دراسته الجامعية في جامعة “سيتوي” بتخصص الرياضيات.
وقال المدير أن الطالب “مجيب الرحمن” حصل على 463 درجة من أصل 600، ليحتل المركز الأول على مستوى جميع المدارس المشاركة، واصفاً هذا التفوق بأنه “مصدر فخر كبير للمدرسة وللمجتمع الروهينغي بأكمله، ودليل واضح على ما يمكن أن يحققه الاجتهاد والتوجيه السليم”.
وأشار إلى أن هذا الامتحان يأتي ضمن نظام امتحانات أُعيد تفعيله بعد توقف دام نحو ثماني سنوات، لافتاً إلى أن بعض الطلاب الذين لم ينجحوا ما زالوا في طور التكيف مع هذا النظام الجديد.
وشدّد طارق على أهمية الدراسة الليلية والانضباط، خاصة في ظل المخاطر التي قد يتعرض لها بعض الشباب داخل المخيمات، مثل الانخراط في ممارسات ضارة كالقمار.






