مفوضية اللاجئين: نقص الخدمات تؤجج معاناة الروهينجا بمخيمات بنغلادش

مخيم "كوتوبالونغ" للاجئي الروهينجا في منطقة " كوكس بازار" ببنغلادش. (صورة: Takuya Takata)
مخيم "كوتوبالونغ" للاجئي الروهينجا في منطقة " كوكس بازار" ببنغلادش. (صورة: Takuya Takata)
شارك

وكالة أنباء أراكان

كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقييم تشاركي أجرته خلال مارس 2025 في ستة مخيمات ومراكز عبور للاجئي الروهينجا في كوكس بازار ببنغلادش، عن استمرار أزمات الحماية، وضعف الوصول إلى الخدمات الأساسية.

وأكد التقرير، الذي صدر الخميس، أن العنف القائم على النوع الاجتماعي ما زال واسع الانتشار، بما في ذلك العنف الأسري والزواج المبكر، وسط غياب آليات آمنة للإبلاغ واستمرار الوصمة، مشيراً إلى تفاقم مخاطر حماية الطفل، مثل العقاب البدني في المدارس، وعمل الأطفال بسبب الضائقة الاقتصادية، وتعاطي المواد بين الفتيان.

ووأوضح أن التعليم لا يزال أبرز مصادر القلق، حيث أبدى المشاركون استياءهم من ضعف الجودة وغياب المسارات التعليمية المعتمدة، إلى جانب المعايير الثقافية المقيّدة، خصوصاً للفتيات، فيما اعتُبر غياب التعليم الثانوي والجامعي سبباً رئيسياً في إحباط الشباب.

من جانب آخر، عبّر اللاجئون عن مخاوف بشأن الأمن والعدالة في المخيمات، مع تفاقم مشاكل الاكتظاظ، وضعف الإنارة، وقيود التنقّل، إلى جانب محدودية الوصول للحلول القانونية وارتفاع مخاطر الاتجار بالبشر.

وأشار التقييم إلى استمرار التحديات في مشاركة المجتمع، خاصة للنساء والأقليات، بسبب هيمنة الذكور على الهياكل القيادية وضعف الوعي بآليات الملاحظات المجتمعية.

وعلى صعيد الخدمات، أبلغ المشاركون عن نقص في الأدوية والموارد الصحية، وقلة المياه النظيفة، وضعف البنية التحتية للصرف الصحي، فضلاً عن تراجع المساعدات الغذائية الذي دفع العديد من الأسر إلى تقليل الوجبات أو بيع الحصص، كما وُصفت أوضاع المأوى بأنها مكتظة وغير آمنة، مع مطالب بتوفير إنارة بالطاقة الشمسية وتحسين البنية التحتية.

ورغم هذه التحديات، أبرز التقييم وجود تماسك مجتمعي وأنظمة دعم متبادلة، ورغبة لدى النساء والشباب في المساهمة كعوامل للتغيير، في حين يستمر المتطوعون والفاعلون المجتمعيون بلعب دور رئيسي في تعزيز الحماية والصمود.

وأكدت المفوضية، أن نتائج هذا التقييم ستستخدم لدعم البرمجة، وجهود الدعوة، والتنسيق مع الشركاء، بما يهدف إلى تعزيز كرامة اللاجئين وسلامتهم وتحسين ظروفهم المعيشية في بنغلادش.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.