مشرّعون كنديون: التعليم ضرورة لبقاء الروهينجا والدعم الدولي لا غنى عنه

مشرّعون كنديون: التعليم ضرورة لبقاء الروهينجا والدعم الدولي لا غنى عنه
وفد برلماني كندي في مخيمات اللاجئين جنوب بنغلادش ( صورة: bdnews24)
شارك

وكالة أنباء أراكان

حذّر مشرّعون كنديون من أن تراجع التمويل الدولي لمخيمات لاجئي الروهينجا في بنغلادش يهدد مستقبل جيل كامل من الشباب، في ظل إغلاق مراكز التعليم وتقلّص الفرص التعليمية داخل أكبر تجمع للاجئين في العالم.

وقالت النائبة البرلمانية سلمى زاهد، العضو في لجنة المواطنة والهجرة بالبرلمان الكندي، إن غياب التعليم يترك تساؤلات خطيرة حول مستقبل هؤلاء الشباب، مضيفة: “من دون التعليم، إلى ماذا سيعودون إذا كانت الإعادة إلى وطنهم هي الهدف على المدى البعيد؟ نحن نفشل حالياً في إعدادهم لذلك”.

وجاءت تصريحاتها خلال زيارة وفد برلماني كندي إلى مخيمات اللاجئين في جنوب بنغلادش، ضمّ السيناتور سلمى عطاء الله جان والنائب سمير زوبيري، ونُظّمت الزيارة بقيادة منظمة هيومن كونسيرن إنترناشيونال (HCI) ومنظمة هيومن كونسيرن الولايات المتحدة.

وأفاد بيان صادر عن الجهات المنظمة بأن الرسالة التي تكررت خلال يومين من الزيارات في منطقة كوكس بازار كانت: “نحتاج إلى التعليم ونريد مستقبلاً”، محذرين من أن أكبر مخيم للاجئين في العالم مهدد بأن يتحول إلى مكان تختفي فيه أحلام الشباب بصمت.

وأوضح البيان، أن بنغلادش تتحمل عبئاً ثقيلاً في توفير الحماية والمأوى والدعم الإنساني الأساسي لأكثر من مليون لاجئ من الروهينجا فرّوا من ميانمار منذ عام 2017، مضيفاً أن الدولة، رغم تحدياتها التنموية، تواصل استضافة أكبر تجمع لسكان عديمي الجنسية في العالم.

وأشار الوفد إلى أن ما وصفه بـ”إرهاق المانحين” بدأ يؤثر بشكل مباشر على حياة اللاجئين، مع تنفيذ تخفيضات واسعة في التمويل، من بينها برامج كانت تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ما أدى إلى حرمان أكثر من 300 ألف طفل من الروهينجا من الوصول إلى التعليم النظامي، في وقت تكاد تنعدم فيه فرص التعليم الثانوي والعالي.

وقال ماسوم محبوب، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن كونسيرن الولايات المتحدة، إن غياب التعليم بدأ بالفعل يغذي أزمة أعمق، موضحاً أن غياب الأمل يدفع الشباب نحو أزمات نفسية ومخاطر الاتجار بالبشر والاستغلال، ومؤكداً أن الفتيات يواجهن خطراً مضاعفاً، وأن “التعليم ليس رفاهية، بل هو حماية وبقاء بالنسبة لشعب الروهينجا”.

ونقل الوفد شهادات مباشرة من عائلات روهنجية حول المخاطر التي تواجه الفتيات داخل المخيمات، بما في ذلك الزواج المبكر والاتجار بالبشر، وهي ظواهر وصفها النائب سمير زوبيري، بأنها “نتاج مباشر لليأس وغياب الأمل”، مضيفاً أن الوفد التقى أيضاً مراهقين ما زالوا يحلمون بأن يصبحوا أطباء ومعلمين وقادة في المستقبل.

ودعت السيناتور سلمى عطاء الله جان، المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية، قائلة إن بنغلادش “فتحت حدودها وأرضها وقلبها أمام الروهينجا، لكنها لا تستطيع الاستمرار وحدها من دون دعم دولي حقيقي”.

وأعلنت منظمة هيومن كونسيرن إنترناشيونال، أن زيارة الوفد تأتي ضمن استراتيجية أوسع لإعادة تسليط الضوء عالمياً على أزمة الروهينجا، مشددة على أن إبقاء القضية حيّة يتطلب الحفاظ على كرامة الشباب الروهينجا وروحهم ومستقبلهم من خلال تمويل التعليم باعتباره حقاً أساسياً.

وأكد البرلمانيون الكنديون، أنهم سيعيدون طرح القضية داخل البرلمان الكندي في أوتاوا، فيما أعلنت المنظمة أنها ستنظم “يوم الروهينجا” داخل البرلمان الكندي لاحقاً هذا الشهر لحشد دعم سياسي وإعلامي إضافي.

واختتمت النائبة سلمى زاهد بالقول إن شباب المخيمات وجّهوا رسالة واضحة للعالم: “لا تنسونا.. لا تدعوا مستقبلنا يضيع”.

وقبل أيام، زار وفد رفيع المستوى من البرلمانيين الكنديين مخيمات اللاجئين الروهينجا في منطقة كوكس بازار ببنغلادش، بهدف الاطلاع المباشر على أوضاع اللاجئين ونقل أصواتهم ومعاناتهم إلى دوائر صنع القرار في كندا، في وقت تتراجع فيه المساعدات الدولية.

وتستضيف بنغلادش قرابة 1.3 مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.