وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
وصل حوالي خمسون شخصا من الروهنغيا الثلاثاء إلى ماليزيا انطلاقا من ميانمار على متن مركب وقررت السلطات السماح لهم بدخول البلاد، إلا أن خبيرة قللت من المخاوف من حصول موجة نزوح جديدة.
ونادرا ما يسلك الروهنغيا الطرق البحرية جنوبا لا سيما بعد شن السلطات التايلاندية حملة استهدفت شبكات التهريب الإقليمية في 2015، ما تسبب بأزمة في جنوب شرق آسيا حيث تركت أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر.
وتسود مخاوف من أن يدفع اليأس المهاجرين إلى أعالي البحار مجددا بعد إطلاق ميانمار العام الماضي حملة عسكرية دفعت نحو 700 الف من ابناء هذه الاقلية المسلمة للهرب الى بنغلادش.
وتتعامل ميانمار مع الروهنغيا باعتبارهم مهاجرين غير قانونيين من بنغلادش وترفض منحهم الجنسية وتحرمهم من حقوقهم الأساسية.
واعترضت السلطات الماليزية مركب الروهنغيا قبالة سواحل جزيرة لانغاوي في شمال غرب البلاد، بعد أن رصدته المرة الأولى في نهاية الأسبوع قبالة سواحل تايلاند، حسبما أعلن قائد سلاح البحرية أحمد قمر الزمان.
وقال قمر الزمان “جميع الركاب الـ 56 وغالبيتهم من الأطفال والنساء سالمون لكنهم يعانون من التعب والجوع”.
وأضاف الضابط الماليزي “لقد زودناهم بالمياه والطعام ومساعدات إنسانية. سيتم تسليم المركب وركابه إلى سلطات الهجرة”.
وقال خفر السواحل إنه كان على متن المركب 19 رجلا و17 امرأة و12 فتاة وثمانية صبية.
– “انتهاء موسم الإبحار” –
وكانت البحرية الماليزية وقوات خفر السواحل ضاعفت دورياتها في محيط لانغاوي التي شهدت سابقا وصول أعداد من الروهنغيا، بعد أن تم رصد المركب قبالة السواحل الغربية لتايلاند وقال الركاب إنهم كانوا يحاولون الوصول إلى ماليزيا.
وقال المحامية كريس ليوا من تجمع محامي “مشروع اراكان” إنه يُعتقد أن المركب انطلق قبل أسبوع من سيتوي عاصمة ولاية أراكان. لكنها أعلنت أنها لا تتوقع وصول المزيد من قوارب المهاجرين.
وقالت ليوا لوكالة فرانس برس إن “موسم الابحار ينتهي في نيسان/ابريل. لذا، فنحن لا نتوقع وصول الكثير من المراكب”.
وبدأت الأزمة في 2015 عندما اكتشفت تايلاند مقابر جماعية في مخيم للاتجار بالبشر عند حدودها الجنوبية وشنت حملة ضد الشبكات التي تقوم بتهريب المهاجرين إلى ماليزيا.
وبعد أن أصبحوا عاجزين عن إيصال المهاجرين غير الشرعيين إلى تايلاند، ترك المهربون الركاب في عرض البحر عالقين على متن مراكب وسط شح في الطعام والمياه.
وأثارت مشاهد الروهنغيا وهم يستنجدون في قوارب مكتظة تفوق قدرتها الاستيعابية موجة إدانات دولية، ودفعت اندونيسيا وماليزيا إلى استقبال مئات الروهنغيا بعدما كانتا ترفضان ذلك.
وطالما شكلت ماليزيا ذات الغالبية المسلمة وجهة مفضلة للروهنغيا نظرا إلى أن البلاد غنية نسبيا وسلطاتها متعاطفة معهم.
وسمح لعشرات الآلاف بدخول البلاد حيث يعملون في صناعات لا تتطلب مهارات كالزراعة والبناء، ويحصلون على أجور منخفضة من دون أي أمل بمستقبل أفضل.
ورغم هذا الواقع، تبقى أوضاعهم أفضل مقارنة مع مئات آلاف الروهنغيا الذين هربوا من الحملة العسكرية الأخيرة في مناطقهم.
ويعيش هؤلاء في مخيمات مكتظة وظروف بائسة في كوكس بازار في بنغلادش، حيث سبقهم قسم كبير من الروهنغيا الذين فروا هربا من حملات سابقة.
وتوصلت ميانمار وبنغلادش إلى اتفاق كان من المفترض أن تبدأ إعادتهم بموجبه في كانون الثاني/يناير. لكن ميانمار وافقت حتى الآن على استقبال 374 من ثمانية الاف لاجئ قدمت دكا أسماءهم ليكونوا الدفعة الأولى من العائدين.