لاجئو الروهينجا في إندونيسيا يقدّمون مساعدات عاجلة لمتضرري الفيضانات
الجالية الروهينجية في مدينة "ميدان" الإندونيسية خلال توزيع مساعدات لمتضرري الفيضانات ( صورة: Rohingya community in Medan)
شارك
وكالة أنباء أراكان
وزّع لاجئو الروهينجا في مدينة “ميدان” الإندونيسية مساعدات طارئة على الأسر المتضررة من الفيضانات الشديدة، عبر تقديم 300 صندوق إغاثي و400 كيس أرز (5 كغ لكل منها) في المناطق الأكثر تضرراً في “آتشيه تاميانغ” و “آتشيه تيمور”.
وقالت الجالية الروهنجية في “ميدان” في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك، إن هذه الخطوة تأتي كـ”مساهمة بسيطة لدعم إخوتنا الإندونيسيين في هذا الوقت العصيب. ورغم أننا نعيش كلاجئين، فإننا نقف معاً بروح الإنسانية والتضامن”.
وأكد البيان على الروابط الممتدة بين مجتمع الروهينجا ومقاطعة “آتشيه”، مشيراً إلى أن الإقليم “لطالما كان ملاذاً آمناً للروهينجا”، وأن السكان هناك قدّموا دعماً تاريخياً لا يُنسى للاجئين منذ وصول الدفعات الأولى منهم.
وشارك متطوعون من الجالية في إعداد الصناديق التي ضمت 17 مادة أساسية تشمل الأغذية والمستلزمات الصحية والبطانيات. ووصف القائمون على الحملة هذه المبادرة بأنها رسالة شكر ووحدة، قائلين: “نحن نراكم.. نحبكم.. ونقف معكم”.
وتسببت الفيضانات الأخيرة في نزوح عدد كبير من السكان، فيما اعتُبرت مبادرة الروهينجا، رغم ظروفهم الصعبة كلاجئين، عملاً لافتاً يعكس التضامن الإنساني المتبادل بين المجتمعين.
الجالية الروهينجية في مدينة “ميدان” الإندونيسية خلال توزيع مساعدات لمتضرري الفيضانات
يذكر أن الروهينجا في إندونيسيا والمقيمين في بـ “كانبارو” بمحافظة “رياو”، قد تبرعوا سابقًا لمتضرري فيضانات جزيرة سومطرة، ونجحوا في جمع تبرعات بقيمة 9 ملايين روبية إندونيسية، تم تسليمها إلى هيئة الزكاة الوطنية في محافظة رياو (BAZNAS Provinsi Riau)، وهي جهة حكومية موثوقة مختصة بالعمل الإنساني.
ويعيش الروهينجا في إندونيسيا كجزء من جالية لاجئة متنامية جاءت بعد موجات نزوح متعددة نتيجة العنف والاضطهاد في ولاية أراكان بميانمار، وقد استقرت أعداد منهم في مناطق متعددة بإندونيسيا، لاسيما في مدينة “بكانبارو” بمحافظة “رياو”، بعد أن لجأوا إلى البلاد هرباً من العنف والتمييز في بلدانهم الأصلية.
وحسب بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) لعام 2025، فإن المسجلين رسمياً كلاجئين أو طالبي لجوء في إندونيسيا يبلغ عددهم نحو 12,051 شخصا، ويُعد الروهينجا جزءً منهم، لكن لم تعلن المفوضية عن رقم دقيق مفصّل لأن عدد اللاجئين الروهينجا يتغيّر باستمرار نتيجة وصول دفعات جديدة بالبحر، وتحركات داخلية أو ترحيلات.
وشارك الروهينجا في إندونيسيا في أنشطة إنسانية متعددة لدعم المجتمعات المحلية، مما يعكس تعاطفهم وتضامنهم مع شعوب البلدان المضيفة، رغم التحديات اليومية التي يواجهونها في حياتهم كلاجئين بعيداً عن وطنهم.