وكالة أنباء أراكان
التقت مجموعة من صحفيي ميانمار بعدد من لاجئي الروهينجا في بنغلادش للمرة الأولى منذ فرار الروهينجا من ميانمار عام 2017 جراء أعمال “الإبادة الجماعية” المرتكبة ضدهم من قبل جيش ميانمار، وذلك في إطار مؤتمر نظمته بنغلادش ضم صحفيين وسياسيين وممثلين أمميين.
وذكرت شبكة “دويتشه فيله” الألمانية، الاثنين، أن اللقاء عقد في “كوكس بازار” على مقربة من مخيمات لاجئي الروهينجا وجاء في إطار مؤتمر استمر يومين استعداداً لاجتماع الأمم المتحدة بشأن الروهينجا المقرر 30 من سبتمبر الجاري في نيويورك، حيث نظمته وزارة الخارجية البنغلادشية في ظل مناقشات جارية حول إعادة اللاجئين إلى أوطانهم، ودعم اللاجئين والاستقرار الإقليمي.
وحضر رئيس الحكومة المؤقتة محمد يونس الاجتماع ودعا إلى إعادة اللاجئين إلى أوطانهم وتوفير التمويل الإنساني ووضع خارطة طريق شاملة وطويلة الأجل للعودة، وقد جمع المؤتمر ناشطين وسياسيين ودبلوماسيين وممثلين عن الأمم المتحدة، وكانت تلك المرة الأولى التي يحضر فيها عدد كبير من اللاجئين ويتمكنون من التعبير عن آرائهم حول القضايا التي تؤثر عليهم بشكل مباشر.

وأكد صحفيان من ميانمار أن عودة الروهينجا إلى وطنهم بأمان وكرامة لن تتحقق إلا إذا انتقلت ميانمار إلى نظام ديمقراطي اتحادي يتقبل الروهينجا كمواطنين متساوين، وحثّا الدول المجاورة وخاصة بنغلادش والهند والصين على القيام بدور أكثر فاعلية، محذرين من أن استمرار التقاعس سيزيد من عدم الاستقرار وتدفق اللاجئين.
وقال مدير تحرير صحيفة ميانمار ناو “سو تشاي” إنه رغم استضافة بنغلادش للروهينجا بسخاء لمدة ثماني سنوات، إلا أن الظروف في المخيمات لا تزال صعبة، وأن عودة الروهينجا لوطنهم ستكون صعبة دون موافقة ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) المسيطرة على الولاية والمجتمع المحلي من الراخين ستكون العودة صعبة”.
كما أشار إلى أن موقع ميانمار الاستراتيجي ومواردها يجذبون الصين والهند والولايات المتحدة، حيث يؤدي تضارب المصالح إلى إطالة أمد الصراع بينما تستغل الجماعات المسلحة المحلية الموارد.
كما صرحت كبيرة مستشاري الإدارة في منظمة الصوت الديمقراطي لبورما “مون مون ميات” إلى أن لقاء عائلات الروهينجا قد عمق فهمها لمعاناتهم، حيث لفتت إلى إنهم يتوقون للعودة إلى ديارهم ومتابعة التعليم والعمل والعيش بكرامة بعدما أجبرهم العنف على الفرار إذ لا يريد أحد التخلي عن وطنه”.
وفي ختام رحلتهم، أعرب الصحفيون عن تقديرهم لفرصة الاطلاع على ما يحدث والالتقاء مباشرة بمجتمع الروهينجا في بنغلادش، وأكدوا ضرورة منح الحكومة البنغلادشية المزيد من وسائل الإعلام في ميانمار هذه الفرصة ليتمكنوا هم أيضاً من فهم الوضع وتقديم تغطية إعلامية أكثر دقة وشمولية.
وجاء لقاء صحفيي ميانمار بلاجئي الروهينجا برعاية أكاديمية “دويتشه فيله” بعد سنوات من التخطيط، ودعت الأكاديمية ممثلين عن وسائل إعلام ميانمار في المنفى، بما في ذلك صوت بورما الديمقراطي و”إيراوادي” و”ميزيما” و”ميانمار الآن” وغيرها.