وكالة أنباء أراكان | خاص
بدأ آلاف طلاب الروهينجا، الخميس، أداء امتحانات رسمية ومنظمة لأول مرة منذ نزوحهم عام 2017، في أكبر مخيم للاجئين في العالم بمخيمات كوكس بازار في بنغلادش، وذلك وفق إجراءات مجلس الامتحانات الميانماري الرسمي.

ويشارك في هذه الامتحانات طلاب من أكثر من 50 مدرسة مجتمعية بالمخيم، ضمن المستويات الدراسية الصف الثاني عشر، والتاسع، والخامس، في خطوة تُعد محطة تاريخية فارقة تعكس إصرار المجتمع الروهنجي على مواصلة التعليم رغم ظروف اللجوء القاسية.
ويُنظر إلى هذه المبادرة بوصفها دليل على صمود المعلمين وأولياء الأمور والطلاب، إذ يخوضون للمرة الأولى امتحانات تحاكي النظام التعليمي الذي كانوا يتبعونه في ميانمار قبل تهجيرهم.
وأُجريت الامتحانات في أجواء انضباط صارمة، فيما عبّر الطلاب عن مشاعر التوتر والحماس خلال جلوسهم في قاعات مكتظة بأوراق الامتحانات، معتبرين أن الحدث يمثل اختباراً أكاديمياً وإصراراً على الحفاظ على هويتهم ومستقبلهم.
وأكد معلمون وقادة مجتمعيون، أن المبادرة تمنح الجيل الشاب الأمل والقدرة على التعلم والسعي نحو مستقبل أفضل، فيما قال أحد المعلمين لـ”وكالة أنباء أراكان: “لا أحد يستطيع أن يسلبنا التعليم، فهو نورنا وسط الظلام”.

وأشاد قادة المجتمع بمجلس امتحانات الروهينجا لجهوده وتفانيه في تنظيم العملية التعليمية داخل المخيمات، مما مكّن الطلاب من مواصلة الدراسة وفق معايير وطنهم الأم حتى في المنفى.
ويشكل هذا الحدث إنجازاً تعليمياً ورسالة إلى العالم بأن مجتمع الروهينجا، رغم معاناته من انعدام الجنسية وتحديات النزوح المستمرة، متمسك بالأمل والمعرفة، ويعتبر التعليم أقوى أدواته للبقاء واستعادة كرامته ومستقبله.
وفي أبريل الماضي، أعلن عدد من مسؤولي وممثلي مدارس الروهينجا في مخيمات بنغلادش، إقامة مجلس يهدف للإشراف على تعليم وامتحانات طلاب الروهينجا في مختلف المراحل التعليمية وتحسين جودة التعليم المقدم إليهم في المدارس المجتمعية في المخيمات.
ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات بنغلادش وسط ظروف معيشية صعبة من نقص خدمات التعليم والصحة وفرص العمل ما يلقي بالكثير من المخاوف على مستقبل أطفال الروهينجا الذين لا يتلقون التعليم الجيد أو الرعاية الصحية الكافية ما قد يعيقهم عن كسب عيشهم في المستقبل ويخاطر بتعرضهم لاستغلال الجماعات الإجرامية ومهربي البشر.